مِرارا لا أجيد الكتابة، تأبى حروفي أن تغزِلَ كَلِمًا يُصدّق ما يعتمل بداخلي. كم أحتاج لكلمات صادقة تدثّرني و أنا في حلبة الحياة أقاوم الموت و الإحباط و الخوف و اليأس و الخيانة و الخذلان.. كم أحتاج لكلم مُفعمٍ بالمعاني، معانِ تُوسّع العالم حولي و تُهديني براحًا أغرس فيه أملا و حلما أرعاهما بحبٍّ و إيمانٍ..
عظيمة هي الأحداث التي تمرّ علينا فلا نجد و لا نُجيد غير الصمت الدفين في حضرتها.. لكنّي أريد أن أتحرّر من هذا الصمت و أن أفرغ كلّ التفاصيل حتّى أتخلّص من ثقلها و أترك براحا في صدري و فكري لإستقبال أحداثٍ جديدة و حكايات جديرةً بأن تجعلني أواصل حياتي بشغف و عزم.. أريد لمدادي أن يسيل حتّى أغرق في كلماتي التي تزمّلني معانيها و تقيني من ضعف يحلّ بي و أنا على الطّريق.. أريد أن أكتب و أملأ دفاتري بكلّ شعور يبزغ في الفؤاد فيملأه طمأنينة، و بكلّ فكرة أسرح في أفيائها الممتدّة في الآفاق البعيدة..
كيف حالك ؟ ما الجديد ؟ أسئلة تتكرّر مرار، أمّا الإجابة عنها فمتشابهة عند أغلب النّاس و مختصرة و إنّك لتسأل أحدهم و تعلم مُسبقا شكل الإجابة أمّا المضمون فحتّى المُجيب قد لا يملك كلّ تفاصيله المتبعثرة حول ذاته التي يصعب إدراك كلّ حالاتها، أو إنّه ليصعب له وصف حاله و جديد أخباره التي قد لا تعيها أيّها السائل لأنّك عنيت في سؤالك كلّ ماهو ماديّ و ملموس؛ لا تعنيك تلك الأفكار التي بدأت تتفتّح في العقل و لا تلك المشاعر التي تنمو و تخبو في الفؤاد، لا يهمّك تلك الدهشة أو ذاك الشغف أو خلاصة جلسة تأمّل أو ..
نحثّ الخطو، نجري و نلهث طوال النّهار وراء رزق يكفينا الحاجة و تختلف هذه الحاجة من إنسان لآخر؛ منهم من يجري وراء لقمة تسدّ رمقه و تقي عائلته الهلاك، و منهم من يلهث وراء مطامح أكبر ربّما كانت نبيلة أم لا. و في هذا اللهاث قد ننسى معنى الحياة، ننسى كرها أم طواعيّةً أن نفترش الأيام قبل أن يسحب بساط العمر من تحت أرجلنا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مُروركم يُسعدني.. :)