السبت، 29 أكتوبر 2016

حديث المساء

صفيّة !
ها قد ألفتُ المكان وألفت معه وحدتي وصمتي وموسيقايَ.. ألفتُ الغياب لكنّ مشقّة حمله لا تنقطِعُ عن القلب!
دعينا من هذا ! ما أتيت لأحدّثك عن مشاقّ الطريق التي نتتفنّن في رصّها في نصّ حجاجيّ طويل مملّ يخلُصُ لبديهيّة عجزنا!
يجب عليّ أن أتذكّرَ دائما تعويذة سيّدي صلّى الله عليه وسلّم "أعوذ بالله من العجز.." وأمضي لأنّ الدرب لي !
أحكي لكِ عن الألفة وحديث بداخلي يحتشد حولها:
هل هي نِتْفَاتٌ من الأنس بعثها الله في صدري كي لا أستسلم لضعفي؟! فلُطفه الخفيّ لا نكاد نعرف من أيّ الجهات يفد علينا!
هل هي شمعة يوقِدُها قلبي حتّى لا أستوحش الدرب الطويل الذي لا إختيار لي إلّا أن أسلكه؛ هل أنا مظطرّة إذن؟ لا لستُ مظطرّة فبكامل إرادتي إخترتُ مواجهة هذي الأمواج والسباحة عميقا.
هل هي قِسمتنا من المحبّة الإلهيّة المدفونة في النفوس؟!
لتعلمي صفيّة أنّي آلفُ هذا المساء كثيرا لأنّي أستجمعُ قُوايَ لأكتُب إليكِ..وفي الكتابةُ إليك معانيّ التي أطاردُها..

صفيّة !
أردت أن أخبرك عن ذاك الذي يأتي ولا يذهب؛ كما الظلّ يلاحق أفكاري ويحجب عنّي الإهمال والنسيان..
وعن الصدق الممزوج بالوجل. ربّما ستقولين كيف هذا؟! لا أعلم هل إجابتي جديرة بسؤالك وبحيرتي أم أنّني أتحدّث عن شعور لا تُصوّرُه كلمات لأنّه لا يزال يُكبّلُ أعماقي؛ لم أتحرّر منه حتّى أحكيه! ما أعلمُهُ أنّه شعور لا يُمسِكُ إحساني، لكنّه يثير شكوكي بسرعة جنونيّة حتّى تتشكّل سحابات تُغطّي شمسا دافئة أرسلتها الأفئدة؛ تبدو الشمسُ شديدة الحذر مُرتبكة من الظهور.. هل هو وجل من تهشّم الدرج بعد أن أُعلّقَ في فضاء أصيحُ عاليا بأنّهُ لي؟! هل هو وجل من إعتراف كالسكين يغتال أنسا نبتَ في أحشائي ؟! هل هو وجل من عهدٍ لا يُحفَظُ ؟!
تبدو مشاعر المرء أحيانًا غايةً في التعقيدِ! أبدو عاجزة عن حلّ كومةٍ تلتهمُني خيوطُها ! ثمّ أجد أنّ هذا العجز يُغلب بالرجوع لنقطة البدء، للقرارة العميقة في النفس، عمّا تُريد من كلّ هذا البركان المُنفجِرِ في أغوارها.. أذهِبُ عن غايتي ما علق بها من غبار ودخان وأرجع للطريق بنفس أوسع أقدر على التحمّل والفهم..

سلمى.

..
الباساج
29-10-2016
س 16.15

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...