الأحد، 23 أكتوبر 2016

الكتابةُ ملجأً.. الكتابة قوّة دافعة !


هل تعلمُ يا صديق أنّ أقسى ما يُصيبُ من اعتاد الثرثرة بالقلم أن يجفّ مدادُه ولا يجد حرفا يحمل معانٍ يزدحم بها صدره!
وإنّي أشعُرُ أنّ من أعظَمِ صُورِ عجزي؛ أن أتوقّف عن الكتابة !!
أنا التي دعوت الله كثيرا أن لا يحرمني هذه النعمة -الكتابة- التي لا أرى لفضلها حدودا !
كيف لا أدعوه وبالكتابة أفرغُ صدري من أوزاري لأستقبل أنفاسا جديدة وأواصل..
كيف لا أدعوه و بالكتابة أفكّ طلاسم نفسي كلّما تاهت وتكدّست همومها فلم تعد تفقه أين الطريق..
كيف لا أدعوه وبالكتابة أرسم الآمال ثمّ أتّخِذُها منزلا..
كيف لا أدعوه وبالكتابة أفصح عن حلمي فيسمعَ كلّ العالم ويُصغِي..
كيف لا أدعوه والكتابة تحمل حبّي وخوفي وأوجاعي وأشواقي وحنيني وإيماني الذي لا يخبو..

هل تعلم يا صديق؟
الحروف وحدها يمكن أن تفصح عن حديث نفسي العميق الذي لا أعلم له مسلكا. القلم مفتاح أبواب روحي التي تظلّ مغلقة حتّى أجزع من دُجى التوتّر والقلق و لافهم أحوالها المتقلّبة! فها إنّي أهمِسُ لحروفي وكلّي طمعٌ في تحنانها وكرمها: 

يا حروفي حدّثيني عن كسور النفس وأوجاعها بلاخجل ولاوجلٍ!
ياحروف حدثيني عن الأمل المظطرب خفقانه بداخلي. حدثيني عن ريبي ويقيني.
أيّتها الحروف احكي لي عن ضعفي وتقصيري وكسلي وأحلامي المؤجّلة!
أيّتها الحروف قولي هل يخفق الفؤاد حياة أم أنّ نبضه يركض رتيبا عاجزا مستسلما مسلوب الإرادة؟؟
يا حروفي حدّثيني عن المحبّة هل هي شمس لاتنطفئ؟ أم هي قصور من نور تختفي في ارتدادة طرف؟؟
يا حروفُ تكلّمي عن ذاك الجرح الغائر الذي انطفأت نارُهُ لكنّ لهيبهُ تحتَ الرماد مُستعِرُ، تكلّمي عن العثرات التي تركت ندوبًا في الروح. تكلّمي عنها لا يُمسِك سيلك التردّد لا يُخرِسك تظاهرٌ بقوّة. أفرغي أعماقي من ذاك الجرح واملئيني بترياقِ السكينة واليقين..
يا حروفي خذيني من هذه الفوضى والضياع وأنيري أغواري بمعانيَّ التي بها أكون وإليها أسافرُ..

هل تعلم يا صديق؟
الكتابة هي من أنقذتني من صداع رأسي الذي كاد يودي به إلى الانفجار.
الكتابة من تملأ رئتيّ أملا كلّما ظننت أنّي غرقت في الآلام وفقدت قدرتي على التنفّس: قدرتي على الحياة.
الكتابة من تنير لي دربا كلّما تملّكني جزم بأنّ الدروب انسدّت!
الكتابة أعادت ثقتي بنفسي وبكلّ الأشياء من حولي يوم تهشّمت فكدت أن أفقدني!
الكتابة ترمي المستحيل في بئر عميقة و تهبُني أغنية تؤنسُ وحشة مسائي الطويل المُكلّل بوحدتي.
الكتابة تطوي المسافة وتُوصلني لنقطة اللّقاء فأسمع حديث العينين قبل استحالته سرابا.
الكتابة ترسُم بسمة الطفل الذي صيّرته الحربُ شريدًا، بالقلم أكشف آلامه أوزّعها على العواتق بعدما أنقضت عاتقه الضعيف ثقيلةً!
الكتابة تمدّ يدي لمحجرها العميق كي أمسح دمعها المتناثر وأشدّ إليّ جراحاتها التي أثخنتها.
الكتابةُ تجمعُني بصداقة صادقة نقيّة لا لُبسَ فيها، و بالقلم أرسم ملامح رفيق يحنو ولا تعرف القسوة طريقا لروحه الممتدّة براحا لتعبي.
الكتابة تسلبني النسيان، لكنّها أيضا تنطلق بي لشُرفات المستقبل!
....

بالكتابة أحاول الآن أن أرفع كلّ أحمالي وأواصل لأثبت جدارتي بالحلم الذي رسمت و بالمحبّة التي يتملّكني طيفها وأرجو أن ألقاها حقيقة يوما ما.. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...