الجمعة، 21 أكتوبر 2016

"الحلفاوين" تحتفي بالكتاب


ابتدئ يومنا بصباح طازج معتّق بالأصالة و الحياة بين جنبات سوق "سيدي عبد السلام" بالمدينة العتيقة لتونس من مدخل "باب سعدون". كان اليوم يوم عطلة، عطلةٌ لم تؤجل صباحاتِ المليئين إرادة وشغفا وطلبا للحياة..هنا
خرجنا من السوق لنجدنا في بطحاء الحلفاوين أين يفتح جامع يوسف صاحب الطابع -وزير حمودة باشا وذراعه الأيمن-. يُحاذي الجامع مركّب أبو المحاسن يوسف صاحب الطابع، هذا البناء العريق الذي يعود بناؤه إلى نحو مائتين و إثنين من السنوات، و الذي اتّخذه الطلّاب الزيتونيين زمنا طويلا مبيتا لهم إلى أن افتكّه النظام الغاصب المخلوع في صدر الألفيّة الثانية للميلاد ليتخذه قاعة أفراح ولهو. إبّان اندلاع الثورة التونسيّة اتّخذته جمعيّة صاحب الطابع للثقافة الإسلاميّة مقرّا لها. 
تنشُد الجمعيّة من خلال نشاطات نواديها المتنوّعة إرساءَ مُناخ ثقافيّ ثريّ بالابداع يصل الاستفادة بالاستمتاع. نادي "كتاب" الذي انضوى تحت أفيائه  الحدث -BIL: Halfaouine- هودرع ثقافيّ جديد من أدرع الجمعيّة   . 
 لكن ما يعني BIL ؟
BIL هو منصّة تفاعليّة تشاركيّة للتجارب أنشأها منذ تسع سنوات جمع من الأشخاص الشغوفين بتغيير العالم من خلال إلهام الآخرين بمشاركة التجارب المؤثّرة في كلّ المحالات .
 BILحلفاوين"  فكرته مشاركة المرء الآخرين تجربته مع الكتاب: ماذا يعني له الكتاب؟ ما هو تأثيره في حياته؟ ما مكانته في سلم أولوياته؟ ما هدف الكتاب؟... مع التركيز على إضفاء رونق المكان وعبقه التاريخيّ على الحدث.
فكان الحدث متعة خالصة! هبّ المشاركون من كلّ فجّ يدفعهم حبّ الكتاب والحماسة للحديث عنه.و يا طيبَ اللُّقْيَا !
"الكتاب هو من يجعلني أنهض إثر كلّ عثرة" هذه زبدةُ تجربة إحدى المتحدّثات مع الكتاب. فالكتاب يُلهِمُنا ويُنيرُ بصائرنا على طرقات شتّى غير الطريق الحادّ الذي انتهينا إليه.
صديق آخر تحدّث عن الكتاب كيف يمكّننا من أن نعيش شخوصا عدّة، ففنفهم الشخصيات المحيطة بنا من خلال عالم الأفكار والتصورات والشخصيات..الخصب الذي يمنحنا الكتاب.
الصديق الصغير محمّد تحدّث عن المتعة التي اكتشفها وهو يعيش مع الكتاب بعدما ظنّ طويلا أنّ المطالعة مضيعة للوقت و مَفسدةً للمُتعة. يؤلف محمّد اليوم قصصا و ينشرها صوتا و صورة على اليوتيوب.
أمّا "أمّي منيرة" و "أمّي فاتن" فقد قادتهما التجربة مع الكتاب للتأكيد على دوره في بناء إنسان قويّ متماسك ومسؤول وناجح في إدارة مواجهات الحياة.
الصديقة "حفاوة" كانت حفيّة بالكتاب حيث تغنّت بمحبّتها للكتاب ومكانته الجليّة في بناء المجتمعات وتمكينها من التقدّم.
الصديق الصغير أحمد تحدّث بتلقائيّة عن حبّه للكتاب والكتابة حتّى أشعّت عيناه شغفا ومحبّة.
رابعة.. علاء.. حفاوة.. ياسمين.. محمّد.. أحمد..
الكتاب جمع كلّ هذي الأرواح التي أتت ملبّية محبّته، مؤمنة أنّ الكتاب وقود الطريق ؛ طريق الرقيّ والارتقاء والتجمّل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...