الثلاثاء، 21 يناير 2014

أمّــــــــــــي ....

و كثيرا ما نظرت في عينيها فاستوطنت فيّ الطمأنية بعد القلق و الرّاحة بعد التّعب .. و خُيِّل إليّ مِرارا أنّ لها طاقة لا تنفذ فلم أكن أراها يوما تشتكي من تعب رغم عملها المُرهق داخل المنزل و خارجه.. فيها أبصرت الحُبَّ إنكارا للذّات و عطاءا مِدرارا و إيثارا .. هي مدرستي الّتي علّمتني أبجديّات الحياة فأخذت بيديّ حتّى قوِيَ عُودي و سِرتُ دُرُوبي .. هي من أفاقت فيّ وعيا بنُبل رسالتي.. فكنت أراها أمّا و زوجة و مُناضلة تُدافع عن قيمها و مبادئها التّي آمنت بهم إيمانا راسخا ..

و هل للمرأة المؤمنة إلّا أن تكون كذلك ؟!

فهي من تقتدي بأمّنا هاجر في أمومتها و حنانها الفيّاض و هي تُهرول بين “الصّفا” و “المروة” و هي تنظر إبنها -سيّدنا اسماعيل عليه السلام – يحتضر ظمئا ! فاستجاب لها ربّها و أرسل طيرا فجّر بمنقاره ماء “زمزم”.. و هكذا دخلت “السيّدة هاجر” التّاريخ الدينيّ بهموم أمومتها، و صار مسعاها بين “الصّفا” و “المروة” شعيرة من شعائر الحجّ في ديننا الحنيف، و عيدا للأمومة، بموسم الحجّ من كلّ عام.

و هي من تتّخذ من أمّنا مريم آية في الصّبر و الثّبات “و جعلنا ابن مريم و أمّه آية و من أمّنا خديجة درسا في الحبّ و الإخلاص لزوجها الأمين المُختار -عليه أزكى و أعطر السّلام- و هي تهدّئ من روعه إذ إرتعد و الوحي يتنزّل عليه .. و هي أول من صدّق برسالته.
.. أيا إمرأة مؤمنة تمعّني في هذه الأُسى و غيرها في تاريخ أسلافنا الصّالحين فـ “في صدر الإسلام استطاعت امرأة من الخوارج أن تقود جيشا يهزم الحجّاج و يحصره في قصره و يتركه مذعو ر..”(2)

أنت في مجتمعك كالقلب في الجسد ؛ تلك المُضغة التّي إذا صلحت صلح حالنا ” الأمّ مدرسة إذا أعددتها أعدت شعبا طيّب الأعراق” (3) .أنت يا إمرأة كرّمك الله و أودعك أغلى الأمانات٠٠ فلتكوني كريمة صامدة حرّة عفيفة.

(1) المؤمنون آية 50

(2) المرأة في الإسلام، محمّد الغزالي

(3) الشاعر حافظ ابراهيم
------------------------------------
هي تدوينة قديمة لكنّ المشاعر الّتي تحويها متجدّدة تجدّد الأنفاس فيّ !





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...