السبت، 30 نوفمبر 2013

مثل المؤمنين ....

.. خطرت ببالي أوجاعهم فنسيت وجعي..بل نسيت نفسي، نفسي الّتي لم ترم يوما غير الرّخاء ..!
.. قال لي: ما بالك تنغّصين طعم الحياة بذكرهم و تطنبين في قصص معاناتهم ؟؟ .. نعم، حقّا مجرّد ذكرهم يعيينا..يرهقنا..ينغّص لحظات ترفنا!
قلت لنفسي قبل إجابته: أ أنت النّفس الّتي أرادها الله؟!
كيف تتعالى قهقهاتك مدوّية في فضاء ملئ بصرخاتهم ؟؟ .. أن اخرسي أيّتها القهقهات ! أن خسئت أيّتها النّفس الّتي تتمعّش من جراحاتهم !!
هجرت نفسي و سافرت بعيدا ... و إذا بي في موقف و أمام ناظري طفل عرفت دمع اليتم في عينيه فهو كالدم يسيل على وجنتيه فيمسحه بيده الطّاهرة الّتي تسابق نظيرتها في الطّهر؛ يده الأخرى و فيها حجارة يرميها ليصيب ذلك الصهيونيّ الخسيس.. ملئ مسمعي بهمّة الصّغير التّي أخرست كلّ صوت "سأثأر إليكم أحبّتي..سأطهّر أرضي بدمي!"
.. وطفت فأذا بي ألمح طفل زيّنته قشرته السّمراء لعلّه من الصّومال أو جنوب أفريقيا لكن ويحي ! إنّه يتلوّى جوعا و عطشا يكاد يلفظ أنفاسه !!!
.. نظرت يمنة فإذا بي بمشواة لم أشهد حجمها في حياتي! لم يكن الشّواء لحم خروف أو دجاج أو سمك .. كانت عائلة بأكملها تصطلي:أمّ و رضيعها و زوجها!!! صحت فزعا "أين أنا؟ .. أين أنا؟" فإذ بصوت جهلت مصدره يجيبني "هذه بورما و هؤلاء إخوانك، فأين أنت من مصيبتهم ؟ ماذا صنعت من أجلهم؟" ... قلت: كانت تحجبني عنهم البحار و الجبال فقيل لي "قبل عذرك. فهل قمت من أجلهم ليلة؟ هل مددت يديك تضرّعا لله ليفرّج كربهم؟ ..هل ألححت في حثّ ذوي الشّأن لمدّ العون إليهم ؟! ...
تهت بين الأسئلة..! فأين أنا من هذا ؟! .. لم أكن لأعي موقفي هذا حتّى تراءت لي أكوام من الأطراف البشريّة ! أغمي عليّ من فرط هول ما شاهدت.. أفقت فقيل لي إنّك بأرض الشّام... و زاد فزعي حين أدركت أرض دجلة و الفرات ...
.. جبت أوطاني فأيقنت حجم فجيعتي.. حجم آلام أمّتي.. علمت أنّ أمّتي تشتكي فكيف لا أتداعى لها بالسّهر و الحمّى ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...