الجمعة، 20 فبراير 2015

طريق الحالمين


يجب أن تعي في كلّ مرّة أنّ الأحلام ليست ورديّة و الطريق إليها ليس مفروشا بالورود بل محفوفا بالأشواك. قد تتحوّل أحلامك وسط الطريق إلى كوابيس تُفزعك. سيقولون أنّك لن تصل و أنّ هذا الطريق مسدود و أن لا جدوى من المحاولة. سيُحقّرون جهودك و يسخرون من تمسّكك بقٍيم بها آمنت في زمان انفرطت فيه أمور كُثر، زمان يعلو فيه صوت القوّة و المصلحة. ستجد نفسك بينهم غريبا و قد ينبذونك فقط لأنّك حلّقت خارج السِرب، لأنّك اختلفت عنهم، لأنّ رفضت إتيان تصرّفات يُسمّونها عاداتَ و تقاليد، لأنّك قليل الكلام ربّما و لأنّ لِسانك لا يقطر عسلا في مديح المتملّقين والانتهازيين أو لا يكون سليطا في انتقاد المجتهدين الباحثين عن قبس وسط هذا الدجى.. يجِبُ أن توقِنَ أنّك ستُحبَط مرارا و ستُخذل و قد لا تجد لأفكارك جمهورا واسعا يُؤمِن بها، و قد يُتعبك حِمل الحلم و هو يكبر داخلك.. فهل عنه تتخلّى؟ هل تيأس؟ هل تنفض يديك من تراب الطريق و تركن؟ هل تصرخ استسلاما؟ هل تُخرس نغماتك وسط تغريد السِرب فتُفني عبق قلبك ؟ هل تتخلّى عن بعضٍ منك حتّى يستوعبك قالِب النّجاح الذي حدّدوا مقاساته ؟
أن تثبت لا يعني أن تتعنّت و تصبح صلبا يكسر، يكسر بأتفه الأسباب بشزرة، بغمزة، بلمزة... أن تثبت يعني أن تكون موجودا و لو كان صوتك نشازا وسط الجوقة.. أن تثبت يعني أن تؤمن أن الثمر لا يُجنى سِراعا.. سيُصيبك الحزن لا مهرب فتركُن تعبا، و أن تثبت يعني أن لا تركن أبدا و لا تقنط فـ"إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ". أن تثبت يعني أن تحاول مٍرارا و تقبل الإخفاق و لا تنقبض روحك فالحياة مدّ و جزر.. أن تثبت يعني أن توقِن أنّ في الطريق رفقة طيّبة ستُجدّد فيك العزم كلّما خفت وهجه؛ وهج الخير لن يخبو مادامت الدنيا.. أن تثبت يعني أن تتعلّم أن تمدّ يدك و تتعاون و تكون ممّن يشيّدون بناء الإنسانيّة في الأرواح... و الثبات علامة المؤمنين و المؤمنون صادقون. و قدر المؤمنين أن يُنقّبوا دائما عن نورٍ يحرّرهم من السّائد....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...