عن أحلامنا التي نرعاها و التي تصحبنا في كلّ مراحل العمر غير أنّها ترتدي كلّ فترة حُلّة جديدة مزركشة برُؤانا المتّسعة، بوعينا المتفتّح، بطموحاتنا المتجدّدة، بأفهامنا المتعمّقة...
عن أحلامنا التي نخاف أن تذبل باليأس و الإحباط و الخيبة...
عن أحلامنا الطوباويّة التي تُغرقنا في المثاليّة حتّى يصفعُنا الواقع بمتطلّباته و معطياته القاسية أحيانا كثيرة...
عن أحلامنا الصادقة بالعمل و المزيّفة بالوهم...
عن أحلام تولد من أعماقنا و أخرى تُغرينا صورها البرّاقة فنتبنّاها فتكون كالأكل الجاهز الذي قد نشتهيه مِرارا لكن أبدا لا نتلذّذه كذلك المصنوع بأيدينا ببعض من الروح !
عن الأحلام الغريبة عن واقعنا؛ أحلامٌ لا تزيدنا إلّا غُربةَ و ضَلالَا عن طرائق تحقيقها...
عن الأحلام التي نُعدّلُها ليس تماهِيا مع واقع بائس -نحن جزء من بُؤسه- بل إرادةً في اِستثمار الموجود لبناء المنشود بل للسير و لو خُطوة بإتّجاهه...
عن الأحلام التي لا نخونها إنّما يهبها السعي أبعادا جديدة و إحتمالات أثرى و صورا أجمل و خطوات أبعد في الرؤية و أقرب في التحقيق...
عن الأحلام التي تقينا الضعف و التجمّد و القسوة...
عن الأحلام التي تُبصّرُنا لا تُعمِينا...
عن الأحلام التي تُحلّق بنا في سماوات الجمال لنعود للواقع نُداويه بالتفاؤل و الجدّ و الإصرار...
..
تونس
13-12-2015
س 11.53
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مُروركم يُسعدني.. :)