هم لا يعلمون يا صديقي .. !

سيحدّثونك صديقي

عن الصبر،

عن النسيان،

عن التجاوز،

عن الانطلاق من جديد،

عن الواقعيّة، عن نهج الحياة "الطبيعيّ" ..

وعن أشياء كثيرة تبدو عناوينا برّاقة جذّابة وسيحاولون بشدّة إقناعك أنّها مفاتيح النجاح.

سيحدّثونك بأنّك عقل محض وخطوط مستقيمة حازمة جازمة في حركتها لا تعرف التكوّر والإستدارة حول فرح ما، حزن ما، وجع ما..

سيحدّثونك صديقي وهم لا يعلمون شيئا

عن أحوال قلبك،

عن الأمواج العالية التي أدركت شطآنك ..

سيحدّثونك وهم لا يفهمون أنّ الحديث سهل وأنّ العيش أوسع..

هم لا يعلمون يا صديقي حجم إيمانك وحجم رضاك،

هم لا يدركون أنّ التعب حقّ وأنّها دنيا كبد نُكابدُ فيها الخطوات والطرقات ..

أعلم يا صديقي بأنّ قلبك معجونٌ بالوفاء وأنّ الحنين لا يُغادرك لأيّام صادقة نقيّة سالَ الوُدُّ فيها ترياقا رغم ثقل الخطو..

أعلم أنّك في غضبك الأوّل أحرقك الخذلان وألهبتك الشكوك،

فإذا بك تفقه لاحقا أنّ القدر أقوى من كلّ الجهود وأنّ الأعذار أصدقُ من الشكوك وأنّ الجمال في الصفاء..

أعلم يا صديقي أنّ الحُبّ لا يجفّ نبعهُ في قلبك وأعلم أنّك مُفعَمٌ بالثقة أنّ البَيْنَ لا معنى له بين أرواح تعارفت قبل شروق اللّقيا ! 

..

الباساج- تونس

15-04-2017

س 13