الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

إلى صديقي تَاجُه ..


أهرعُ إليك قلبا يُبعثرُه الحنين، أهبّ إليك أنفَاسًا هائجة لا أملك أطرافها..
فتستقبلني بنسائمك العامرۃ سكينۃ.. حتّى أرسو على شطآنك مصغيۃ إلى أسرارك..
امتدادك يخبرني أن لا حدود لمن قرّر أن يجود..
عُمقك يحدّثني أنّ الفوز لمن يغوص ويتعب ويصبر..
صفحۃ وجهك تعلِّمُني أنّ في مصافحۃ السماء سَلامًا لا يُعادله أيّ ثراء..
أمواجك المتلاطمة تقول كم مؤسف أن نغضب فتنقلب كلّ الموازين ونعبث بالجمال الذي نحمله ونحوّل حياۃ من جاؤونا على جناحي الحُبّ إلی جحيم لاذع..
موسيقی تموّجاتك الهادئۃ تُصدّقني أنّ الأشجان أنيقة إذا ما لم تُعمِنا عن إبصار الجمال ولم تدفعنا للتفريط بإيماننا..

أي صديقي..
لكلّ رحلۃ نهايۃ ورحلتي أوشكت علی الاِنتهاء ولقاءاتنا شارفت على الانقطاع.
لكن، هل يعني هذا أنّي أُوَارِي في أقبِيَةِ النسيان جميل صنيعك عندما حمَلتَ عنّي هموما وخواطر أثقلتني؟
هل يفرُغُ فؤادي من دفء مُصَافحَاتِنَا حيث يذوب الشوق في صدرك الواسع المُمتصّ تنهيداتي والمُدِرّ ماء العين نديّا يغسل أعماقي ؟

أي صديقي..
لا أعلم أيّ حكمۃ وتدبير إلهيّ دقيق أتَوْا بي حتّی ألقاك وأبصِرَ في هالةِ حضورك الحكايا القديمۃ العابقۃ صدقا جليَّةً لا رانَ عليها! كيف لا يحدث هذا وأنت الّذي ركبك الفاتحون يحملهم الصدق والشوق لنثر الجمال في أطراف الارض..

أي صديقي.. لن أقول وداعا ففي داخلي بقعۃ وُدٍّ لن تهدمها المسافة ولن يطفئها الزّمنُ..

صديقي تاجُه!






....
* تاجُه (باللاتينية: Tagus تاجُس) نهر يجري بشبه جزيرة الأندلس ويمرّ بكلّ من إسبانيا والبرتغال.
الصورة للتاجه من على ضفّة Cais do Sodré

..
كاكيلهاس Cacilhas، من على ضفاف تاجه
26-07-2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...