الأربعاء، 23 مايو 2018

عن صحبة فقدتها ..


في المرة الأولى، كان أول ما اعترضني صورتك وتعليق صغير يحمل الخبر.  أحسست كأن رجلاي تتجمدان عن الحركة وأن حجرا ألقي بقوة كبيرة في نهر أعماقي. لم أصدق فأخذت أقلب صفحتك وصفحة كل من أعرف أنه يعرفك. أسماء.. أصدق وأعي اليوم أنك لست هنا في عالمنا الذي نتحرك فيه. لكن وجهك لا ينفك أن يطل علي من اتجاهات عدة..

في المرة الثانية، كان أول ما اعترضني جمل قصيرة كتبها أحد أصدقائك الذي أتابعه. ذكر إسمك فقط في الخبر فكان حضورك أسرع من قراءتي  لتلك الجمل القصيرة. تجمدت قدماي فأخذت في تحريكهما لكي أصدق ما أقرأ وما هو أمر واقع. دينا.. أحاول أن أصدق وأعي لكن لست بعد أقدر على ذلك. بسمتك المزروعة في وجهك الممتلئ الشجي لا تغادرني، أعاود قراءة كل ما كتبت فأراك تنبضين بالحياة والحركة..

يفصل المرتين عام إلّا نيف، وبين المرتين أهرول أستسقي يقينا؛ بأن الأثر الجميل خير عزاء، وأن النهاية جزء من الطريق فطوبى لمن كان ختامه مسك وعنبر!
أسماء.. دينا.. لم أصافح طينكما يوما! لكن روحاكما صاحبتني طويلا في أسفار جمة من أسفار الروح.  كنتما صديقتا الحرف فحدثتماني طويلا عما أهمني وأدهشتني مرات عديدة قدرتكما على التعبير عن فكرة تلكأ قلمي في رسمها فكانت لجة خواطري دواتكما.

أسماء.. كم أوقدت عزما بعدم إصرارك على الركون رغم كل المعوقات التي ألمت من كل حدب! كم هزمت يأسا بمحاوتك المتكررة بإيقاد شمعة في كل طريق تسلكينه! كم شاركت شجنا خيم على الأرواح فملأتها أنسا!

دينا.. كم كنت شفافة ! كم كنت حقيقية ! كم تحدثت عنك فربت على الآخر؛ لا يخجلك ضعفك، تعرف عليه حتى تفهم سيرك وتصلحه.. كم دثرت أرواحا بخواطرك الدافئة وكنت قريبة بهمسك المسكوب في الأعماق هدهدة.. 

أسماء..دينا.. كم أحببتما الجمال وكم ناصرتماه وكم نبهتماني إلى طرائق وأسفار جميلة!
أسماء.. دينا.. ممتنة لكما لأنكما كنتما نعم الصاحبتين وإن لم يجمعنا الطريق! لا بل إنه جمعنا عندما وجدتكما تعاضدانني في إحساس ما وتدهشانني بفكرة ما وتنصرانني بالكلمة إذا ما ثبطت..
ممتنة لكما بحجم السماء الواسعة التي أدعو الله أنكما تحلقان فيها خفيفتين من كل أوجاع الدنيا مبتهجتين بمثواكما الذي صرتما إليه.

....
إلى الصديقتين:
أسماء عمر (تونس)
و دِينا سعيد (مصر)
رحمهما الله.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...