السبت، 30 نوفمبر 2013

أبي ٠٠٠٠


لم تكن تَعِ من هذا العالم المكتظّ بالمفردات و المعاني شيئا عندما قدرت على تمييز رائحة حضنه من دون كلّ العطور الّتي أحاطت بها و هي الّتي تحفّها ملائكة ربّها.. كان يُقبل عليها مهرولا ما إن أنهى عمله فيحملها بين يديه و يحضنها بعمق يشمّ رائحتها كمن يحمل قرنفلة في كفّيه.. يرفعها عاليا و ينظر في عينيها مليّا فلا تكاد عينيه ترتفعان عن عينيها تأسره بأسرار جميلة خبّأتها هناك !
.. نسي جلسته مع الصّحب ما إن دخلت حياته، لم يعد يُمارس رياضته المحبّبة أصبحت هي جُلّ هواياته؛ يلاعبها، يدمن النّظر في عينيها، يراقب حركاتها حتّى و هي نائمة ! ... لا يكفّ عن التّفكير فيها طول يومه، رغم أنّها كثيرا ما حرمته أن يُغمض الجفنين؛ يحلو لها أن تعزف سنفونيّة بنُوتَات حادّة في وقت نومه قد يُقلقه صوتها المُدوّي لكنّه لا يُزلزل حُبّها المُتربّع على عرش قلبه فلا يكاد يغضب منها ! كانت تصرخ عاليا لتثير انتباهه.. كانت تحبّه قدر ما يحبّها.. تقلّب النّظر تراقبه أينما ذهب و إذا ما ابتعد أعلنت غضبها بصرخة عالية... كبرت و كبر حبّه في قلبها.. هو سندها.. هو الجناح الّذي امتطتته كي تطلّ على هذه الدّنيا.. هو النّبع الّذي أرواها حتّى ينعت.. هو من رواها حبّا و إخلاصا و علما نافعا.. هو من جعلها شديدة تقوى على المُضيّ في دروبها .. من خلاله أوجدت معنى للّرجولة: حضن دافئ و عطاء و ثبات و إخلاص و صدق ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...