السبت، 30 نوفمبر 2013

حيرة في ذكرى موجعه

لم يكن عام 1948 التّاريخ الدّقيق لحلول "النّكبة" بأرض الإسراء، بل كانت الطّريق تُمَهَّدُ لهذا الجلل منذ 1917 أي عام صدور وعد بلفور المشؤوم الّذي قضى بإقامة "دولة قوميّة لليهود" في فلسطين؛ فنُظّمت هجرة اليهود نحو فلسطين ليتمّ الإستيلاء على أراضي و ممتلكات الفلسطينيين تحت "رعاية" المُحتل البريطاني. و انثنى الزّمان حتّى قوي عود المغتصبين لتُعلن الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة -في 29 نوفمبر 1947، بمقتضى القرار 171- تقسيم الأراضي الفلسطينيّة إلى دولتين : يهوديّة و فلسطينيّة ! و ما إن انتهى الإنتداب البريطاني -في 14 ماي 1948- حتّى أعلن في اليوم التّالي قيام دولة الكيان الصهيوني التّي سَمّوها "اسرائيل". فانطلقت الحرب آن ذلك بين الجيوش العربيّة و العصابات الصهيونيّة المدعّمة من القوى الدوليّة (بريطانيا- الولايات المتّجدة الأمريكيّة). لكنّ الجيوش العربيّة الّتي لم تكن تملك لا العدّة القويّة و لا سيادتها في المواقف سرعان ما انهزمت أمام الغاصب الصهيوني الّذي نكّل بالفلسطينيين نساء و أطفالا و شيوخا في القدس، وحيفا، وبلد الشيخ، والعباسية، والخصاص، و باب العامود، والشيخ بريك، وبلد الشيخ، وفندق سميراميس، والسرايا العربية، والسرايا القديمة، ويازور، وطيرة، وسعسع، وبناية السلام، ودير ياسين، ومجزرة اللجون، وأم الشوف، والصفصاف … تاريخ يطول و ذكريات موجعة لكنّها تأبى النّسيان في أذهان من آمنوا بحقّهم و مازالوا يؤمنون و ينحتون الذّكرى في أذهان الأجيال ثمّ الأجيال الّتي علّها تُرجع يوما الحقّ المسلوب!

كيف لنا -نحن الشّباب المُسلم- أن نحمل همّ "فلسطين" تلك القضيّة المركزيّة الّتي هي جزء من إيماننا ؛ فالقدس مسرى نبيّنا صلوات ربّي عليه و اليهود هم شعب أراد الله بهم الشّتات حتّى قيام السّاعة لفرط عصيانهم له و إسرافهم في قتل أنبيائه الذّين إليهم بعثهم ليهتدوا لكنّهم ضلّوا ! كيف لهذا الحقّ أن يبقى مطلبنا دوما و تسعه دائرة طموحاتنا يوما إذا كنّا -غالبيّة إلّا من رحم ربّي- و للأسف لا نعي أبعاد هذه القضيّة و تأصيلها. كيف لنا أن نكون يدُ الله الّتي تُحقّق النّصر ؟ أ بشعارات جوفاء نكرّرها حتّى لم تعد تؤثّر فينا و لا في من سمعها، نُولول و نتوعّد لكن دونما عملٍ ! أو أنّنه وجب علينا حمل السلاح و السّفر إلى فلسطين حتّى نُقاتل جنبا إلى جنبٍ مع إخواننا، لكن أ قادرون نحن اليوم حتّى على تحقيق إكتفائنا الذّاتي الغذائيّ لنُنتج السّلاح ؟ هل نحن قادرون على صنع قرارات "دويلاتنا" المستعمرة إقتصاديّا و ثقافيّا و على جميع الأصعدة.. وجب على ذكرى "النّكبة" أن تستوقفنا لنرى أنفسنا الضّعيفة على حقيقتها ! فلسطين تحتاجنا أقوياء حتّى ننصرها و نُهديها فرحًا و نُضمّد جراحاتها..يجب أن نُصلح أنفسنا، أن نُجاهد النّفس على العمل و الإنتاج و ننئ بأنفسنا على التّنازع و التّباغض على أرض واحدة حتّى لا ننسى أهدافنا السّامية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...