الخميس، 3 أبريل 2014

شَـذَرَات..

تقلّب ....
ابحث ....

عن سلام لا يتحقّق إلّا بك أنت !
سلام لا يُحقّقه سواك !

ذالك ما سيبقى .. 
ذلك ما سيترسّب في أعماقك .. عندما تتبخّر كلّ الهالات من حولك .... 
----------------------------------------------------------------------------------


لِـ "زكريَّا" : (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) (مريم، 9)
ثمّ.. 
لِـ "مريم" : (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) (مريم، 21)
يعني...
لا شيء يُعجزه .. !
و إن لم تتشوّف أو تتوفّر لك الأسباب .. 
فهو ربّ الأسباب.. و ربّ الأمور.. و ربّ الحقائق ..و ربّ الأحلام.. و ربّ الأمنيات.. و ربّ القلوب المتأمّلة المتألّمة...
ما عليك فقط هو أن تُصدّق وعده.. و تُحسن ظنّك فيه.. و لا يدخلك الشكّ قيد أنملة أنّ نداءك له قد يخيب. أليس هو القائل عزّ و جلّ :
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر، 60) 
و القائل مرّة أخرى:
"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ"(النمل، 62)
صدق الله و من أصدقُ منه قيلًا .. ! و من أصدقُ منه وعدًا .. !
لا تلتفت ! ضع وعده نصب بصيرتك .. و امض.. سرْ إليه ... !
----------------------------------------------------------------------------------

أنت لا تتراجع، لا تتخلّى عن قناعاتك و مبادئك .. 

إنّما يأخذ عقلك بالإنفتاح و روحك بالإتّساع كلّما وهبت نفسك الفرصة في أن تعيش إنسانا..
نعم إنسانا ! أي أن لا تسمح لعقلك أن يموت من الخمول و لا ترضى لروحك الخنوع لأثوابٍ بالية.. 
تفتّش عن الجمال بين الطرقات و تهوى الطيران إلى عوالم سحريّة بعيدة عن عالم روتنيّ سجينُ أفعال و أقوال مكرّرة مملّة حدّ القرفِ !!
تُحدّق في الزّهرة حتّى تسمع قصّتها..
يُخاطبُ قلبك اللّحن فتعلم شجن عازفه و حُبّا دفينًا تملّك روحه؛ الكلمات أبدًا لا تحكيه.. !

ستنطلقُ و تتخلّى عن قيودك، سترى الحياة أرحب من أفكارك القاصرة الجامدة، ستُبصر عيناكَ كونًا مُلوّنا يتّسع للجميع، و لفيضٍ من الأحلام...

لا تلتفت.. كن حُرّا .. كن إنسانًا !
----------------------------------------------------------------------------------

الحزن الذي يجعلك تخفض جناحك رحمة لكل هذا الكون..لتلك النملة الحاملة رزقها في جد, للعصفورة الساعية المتوكلة.. ذلك الحزن انقي و اطهر من فرح يعميك !
الحزن الذي يجعلك مستذكرا الام الام الثكلي و دموع الطفل المحروم و اهات البعيدين المغربين عن الاهل و الصحب و صرخات الموجوعين و شهقات المندهشين المبدعين... ذلك الحزن اجل و اعظم من فرح ينسيك العالم !
الحزن ليس سجنا انما ثوب النفوس الطاهرة الشفافة التي لا تحمل ذرة من دنيا, بل تعرف ان كل شي فان..سيبقي فقط ما وقر في القلب من يقين و حب و رضا...
اللهم انا نسالك قلوبا رضية, مبصرة لآياتك...
----------------------------------------------------------------------------------

.. و كم صلّت له روحها أن لا ينطفئ ذلك الوهج الكامن فيها، فتغدو كالنّجم الميّت ثُقبا أسودًا، لا، أبدًا لا يُرجى منه نورٌ و لا يهدي سبيل التّائهين.. هي، تائهة..تلتطم الأمواج داخلها و لا يكاد بحرُ نفسها يهدأ.. كم ضلّت عن رحمته الواسعة و كلّفت نفسها حيرةً تُغرقها في هاوية بلا قرار.. ! كم أعادها إليه فحدّقت روحها في الحياة بشغف، شغف يجرفها أين لا مكان و لا زمان..هناك عُمر من الفرح و عالم من السّكينة، تغتسل روحها و ترتّل آيات الشُكر و العرفان، يُثرثر قلبها متبتّلا مُخبتا إليه فتزدحم الكلمات و ترتسم على شفتيها الواحدة تُنافسُ الأخرى..و تغرق في عوالم الحُبّ و الرحمة !

(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
----------------------------------------------------------------------------------

.. و قد يُتعبه الحلم، يؤرقه.. تهذي الرّوح بحكايات لا تُسمع، لا يُسمع إلّا صداها في نظراته الصّاخبة، و في تنهيدة القلب العميقة.. يمتلئ العقل بأفكار لا تُقال و لا تُكتب، يكتظّ حتّى يثقل.. تتقاطع الطّرقات، تتشابك الرؤى، تمتزج الألوان، تتسابق الهّموم إلى الخاطر... يجدُهُ، لا يعرفهُ، هو القابع هنا لكنّه الباحث دوما عنه، هو الباحث الفارّ منه إليه.. أحلام و أوجاع..'و هل كانت الحياة الدّنيا يوماً غير ذلك !' يُهوّن على نفسه علّها تُنصت له وسط هذا الصّخب الملمّ بها.. يمكن أن تنطفئ الأمنيات الّامعات، يمكن أن تُهدم الأحلام الشّاهقات في لحظة،... كلّ شيء ممكن !هذا ما أراد للنّفس أن تفهمه يوما، لا أن تعتقده فحسب، أن تفهم أنّ لا شيء يُعوّل عليه في هذه الحياة؛ كلّ الأشياء، و الأشخاص أيضا.. يمكن أن تروح و تغدو، فلا يبقى له إلّا هذه الرّوح الّتي بين جنبيه، وحدها بداية المسير و ختامه، ستبقى معه إلى ما بعد النّهاية.. عليه فقد أن يُحسن تربيتها، أن يروّض هواها المُندفع، أن يُلقّنها الصّبر على الأشواك، أن يُعلّمها الإستمرار رغم الإنكسارات.. هذه الرّوح..هي ضياء الحياة، هي الشّربة االرّاويةُ الضّمآن في صحاري الدّنيا، هي جذور الفرح الممتدّة، هذه الرّوح هي الحلم الّذي لن ينهدم و لن يمّحي، هذه الرّوح هي الإنتظارات التّي لن ييأسها، هذه الرّوح هي الإقدام و الأمل، هذه الرّوح هي الأمنيات المتجدّدة الملتهبة... هذه الرّوح سيلقاها و تلقاه يوما ها هُنا فيه بين نبضات الحارّة أبدا...

#حياة... !
----------------------------------------------------------------------------------

و يسألني عن تلك التّفاصيل الصغيرة..عن حبّات العقد التي تنفرط كلّ يوم و تضيع منّا دون أن نقدر على ارجاعها مرّة جديدة لمكانها، تنفلتُ دون عودة ! يسألني عن ألوان امتجزت فلم أقدر أن أفرّقها، أن أرتّبها و أعي مدى كلّ طيف تحتويه : أفراح مع أوجاع ، دهشة يتبعُهَا حنين، ثمّ يُغازلني شجن حتّى تفيض المُقلتان بدمع تعقُبُه بسمة مَلْؤها الشغف و الحماسة و الأمل .. و أمضي في زمن ينثني و يتقن التقدّم لاهثا إلى حيث لا ندري ..
يسألني.. و أسأله ما العمر ؟ ما اللحظات التي لا نقدر على امتلاكها؟ أ هو وهم أم خيال أو فُقاعةٌ من الأحلام تعلو و لا نكادُ نلمسها يوما !
أسأله ... فـيقول لي:
هو الحافّةُ التي نقف عليها كلّ يوم و لا ندري أ مُقيمون نحن أم أنّ المُنتهى قد حلّ ..
هو الحقل الذى وهبنا الله في هذه الدّنيا حتّى نحرث و نزرع و نغرس و نعمل بكلّ ما أوتينا و نعمّر و نعلو و نرقى و نغتسل من أدراننا و نُحِبَّ و ...
هو السّماء التّي ترفرف فيها أرواحنا كالطيّر الغادية تبحث عن رزق ، و يوما ما سنرجع إلى وطننا "عند الله"..
هو اللّحظات التّي نهدرها هنا و هناك دون جدوى فإذا بنا نسرق أنفسنا بأنفسنا و نَقْتُلُنَا بأيدينا دون وعي و ادراك..
هو التّحدي الذّي نعيشه مع كلّ انبلاج صبح..
هو المعركة التّي ليس أمامنا فيها سوى الإنتصار فإن نحن انهزمنا فقد هلكنا.. هو الخطوات التي تقرّبُنا إلى لحظة إنكشاف حقائق النّفس و أغوارها؛ أ هي في محسنة أم مسيئة، أ على الحقّ كانت أم في الضلال تتوهّم الصّلاح..
هو القطار الّذي امتطيناه ذهابا دون إيّاب و دون اختيار الوجهة مُسبّقا بل سلوك كلّ مسافر منّا سيُجدّد مكان الوصول و الخلود..
..
قلت و قال.. 
و قلت.. حتّى قال لي: هو لحظات الإخلاص و كفى !
----------------------------------------------------------------------------------

أنظرُ فيه -قلبي- فأصافح أحلامًا كثيرةً كبيرةً خبّأتها ها هُنا .. أحلاما لا أعلم هل بوسعها أن تكون حقيقة يوما ما ! لا ليس ذلك مَبْلَغُ همّي ! يكفيني أنّي بهذه الأحلام أتنفّس أملا و أحيا شغفا. هذه الأحلامُ تدفعني لأكون أفضل كلّ يوم. هذه الأحلام تُوقِدُ الحبّ في روحي. 
أحلامنا جديرة أن نرعاها، جديرة أن نتعهّدها حتّى لا تذبُل فيذبُل التوقُ في الرّوح و يتيه "الإنسان" عنّا.. لا، أبدا لا تترك "قشور" الدّنيا تُلوّث حُلمك الطّاهر، حاذر أن تنفث المادّة سمومها على أحلامك فتُصبح "رخيصة" كـ بيت فاخر و فراش وثير...
----------------------------------------------------------------------------------

{فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا*}

و بعدما سكّن فُؤادها، هداها لـ سُبُل الفوز بـ الرّزق. و شاء -عزّ و جلّ بقدرته- لَـرزقها دونما نصبٍ، لكنّه أشار عليها بـ "الهزّ" أي بـ السعي و العمل على تغيير ما هو كائن حتّلى تغنم بـ الرّزق.. 

كُن واثِقًا أنّ الله ها هُنا يناديك في كلّ حالك، هو أقرب إليك من حبل وريدك، أقرب منك إليك ! يُناديك إذا ما جزعت ليُطمّئن روحك و يُسكّن بالك، يُناديك "القويُّ" أيّها الضعيف (وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا**) أن لا تحزن و اِسعى في الأرض مفتّشا عن رزقك بين النّعم الممتدّة لو تُبصِرْ ! هُزّ واقعَك، غيّر، تحدّى.. حتمًا ستُرزقُ رُطبًا جنيًّا !

________
*الآيتين 24 و 25 من سورة مريم من القرآن الكريم
** من الآية 28 من سورة النّساء من القرآن الكريم
----------------------------------------------------------------------------------

أيُّ حياة هي من غير تعب و وجع ؟! "لقد خلقنا الإنسان في كبد".. "فلاقتحم العقبة" هي الحياة مُكابدةٌ للأوجاع و إقتحام للمخاطر، مغامرة و محاولة و اصرار على الفعل و عدم الاستسلام للفشل و الخمول.. الحياة هي الحلم الّذي لا ينتهي فالرّوح المؤمنة تقرّ بفناء الحياة الدّنيا لكن هي تتوق لتلك الحياة الباقية..احلم ببعض الفرح تُهديه لقلب آخر، احلم بضياء يُشعّ من روحك إذا كان الدُجى، احلم بأن لا تكون نكبة لهذه الأمّة، احلم بأن تكون حجرا في بناء الحضارة، احلم بأن لا تكون لك بل تكون لغيرك، احلم أن تكون بلسم جراحات أمّتك، احلم... احلم... أبدا لا تتوقّف و لا تلتفت فاللّحظة لن تعود.. ضع نصب عينيك الأفق الرّحب و انطلق !
----------------------------------------------------------------------------------

..و كيف تنعتقين من الزّمن الضيّق و الواقع المُنكشف أمامك حدّ إندثار الدهشة و انتحار الشّغف! كيف لك أن تغادري تلك الأرائك الوثيرة حدّ التّعب ! كيف لك أن تصنعي من الحروف كلماتا لم تُقل بعد ! هل لك أن تحلّقي بعيدا، بعيدا..ثمّ تحطّين رحالك في بلاد ليست ككلّ البلاد، أين لا جدران أنت حبيستها، أين تظلّين على أجنحة المحبّة محلّقة في سماء الحريّة بلا قيود! قيود أرّقت روحك و رمت بها على أعتاب خوف و قلق و إرتباك... هل لك أن تختاري أحلامك غير آبهة بأعباء الواقع و جري عقارب السّاعة! هل لك أن تقولي، أن تصدحي أن لا حاجة لي إلّا إلى خيوط ألوانها تأسرني أغزل منها أحلامي على صبرٍ و أبقى على قيد المحبّة ..!
----------------------------------------------------------------------------------

أن تأخذ منك الدنيا الكثير .. تلك الدّهشة و ذاك التّوق.. أن تصبح أسيرا لأحلام "معلّبة" أو "جاهزة".. هي أبدا ليست أحلامك، بل أحلام الكثيريــن ! .. أحلام تعرف مذاقها و تعلم لونها.. خطوات تفصلك عنها ؛ "محدودٌ" مَداها .. أبدا، لا أظنّ أنّنا خُلقنا لنحيا هكذا، لنجعل لأحلامنا حدودا، لنعيش قصصا عاشها من سبقنا على وجه هذه البسيطة.. نحن جئنا إلى هنا كي لا نشبه أحدا، كي نعيش بالطريقة التي نختارها، كي نُحقّق الطموحات التي نحلم بها و تطير بنا نحو اللّا محدود، كي نشتاق للحظاتنا التّي لم تأتِ بعد، كي نستنشق الحياة بدهشة، بمحبّة لا يُعكّرها ملل، ملل الحياة "الأتوماتيكية" .. أشدّ ما أخشاه تلك الحياة، بل ذلك الموت ! بل أظنّ أنّ الموت أرحم من أن نتحوّل لآلات مُبرمجة لا تحسن سوى التكرار، لا تتوق أبدا للإبداع بل تخاف التغيير، تخاف أن تخطو طريقا لم تمهّده خطى السّابقين.. يُرعبني مجرّد تصوّري لنمط حياة رتيب يلتهم العمر حتّى يفنى. عمر هو ركض لا ينتهي ! ركض يُنسينا لحظة تأمّل، لحظة نحبّ فيها ما حقّقنا فتكون إنجازاتنا مثمرة تساعدنا على الصّعود في مدارج الرقيّ؛ هذه اللّحظة سَتَقِينا من "النّهم"؛ لن نكون ملهوفين لا شيء يُرضي "الهوى" فينا و يُشبع النفس.. تخيفني تلك النّفس "الفّارغة" التّي لا شيء يملأها ! فؤادها أجوف لا يعرف الحبّ ! جسدها يعمل و يعمل.. لكنه لا يثمر حياة في الروح... 

نعوذ بك يا الله من عمر يفنى دون أن تحيا أرواحنا و تُزهر أفئدتنا ...
----------------------------------------------------------------------------------

المرأة المسلمة لا تحتاج عيدا يدعو إليه دعاة التحرر من كل فضيلة.. المرأة المسلمة في حاجة إلى وقفة تتدبر فيها ما وهبها دينها من حقوق ليكرّمها إنسانا قادرا على الإنجاز و صنع القرار و المسبر بمجتمعها الي أسمى المراتب.. المرأة المسلمة جدير بها أن تعي رسالتها و تلفظ براثن الجاهلية التي تكسو كثيرا من العادات و تتخفّى في العديد من أنماط العيش "الحداثيّ"...
----------------------------------------------------------------------------------

و بعد أن كنت عدما مظلما أنارني بمشيئته و قال لي -عزّ و جلّ- "كن" فكنت.. و في أعماق أمّي قبعت مُضغة أتغذّى منها فأعطتني بعضا منها و حملتني حتّى ثقُلَ الحِمل عنها ففرّج الله عنها و عنّي فخرجتُ إلى الحياة ألتمس دربي في دنيايَ، أتبيّن معاني رسالتي باحثة عن "الإنسان" فيّ .. تمضي اللّحظات فالأيّام فالسّنون.. ينثني الزّمان غير آبهٍ بي و أنا أخوض المعارك مع تلك "الأنا" التّي تسكنُني فأنتصر عنها مرّة و تغلبني تارةً.. يمرّ العمر و أُفجع كلّما أُحصيه ؛ أراه تراكمات من الخطايا و الأوقات المسروقة منّي بإرادة منّي! أيّام كثيرة تتالت فلم أكد أفقه الفرق بينها، لكن كلّ خفقة فيها و كلّ ما وسَعَ الفؤاد سيأتي عليَّ شهيدا يومئذٍ ! 
أوقاتُ من العمر جميلة لا أنساها : لحظات الأنس بك ربّي و القربِ منك، لحظات تُعزّيني عن العمر و ما فيه، لحظات تُنسني أوجاعي و تجعلني أقوى على السّير حثيثة الخطى أسدّد المطامح و الأماني..
ربّي بارك لنا في أعمارنا و ازقنا فيها إخلاصا ...

#العمر # الذكرى السّادسة و العشرون (خولة)
----------------------------------------------------------------------------------

.. و الحريّة هي أن ترى الإنسان فيكَ حيًّا، مُنتصِب القامة لا تهمّه تلك الأفكار الصّغيرة الّتي تجذبه إلى تحتٍ و تُريدُ به الرّجوع ؛ الأحرار لا يُتقنون غير التقدّم بخطًى شُجاعة تشقّ في الدّرب طريقًا آخر، طريقا جديدا أين يولد النّور من رحم الإرادة و البذل و الثّقة بالله و الأمل فيه.. الحريّة أن تكون أنت.. الحريّة أن تصون الرّوح و تحميها ؛ نفخةُ الحيِّ فيك، فـلتحفظها ما استطعت، ارقى بها !
----------------------------------------------------------------------------------

" وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا " (سورة مريم _ الآية 25)

.. و الله -عزّ شأنه و تجلّت قُدرته- إن أراد أن يرزق مريم الرّطب دون عناء الهزّ لرزقها لكنّ في ذلك لآية لأولي الألباب ؛ يُسخّر الله الأسباب و أنت من تسعى حتّى تنال، دون سعيك لن تتذوّق الثّمرة. هُزَّ واقعك بالحركة و التغيير و العطاء و الإبداع و مغالبة الصّعاب و الوجع ؛ أبدا لا تجعله كالمياه الرّاكدة الآسنة !
----------------------------------------------------------------------------------

خاء مهموسة يجري معها نَفَسُ الحُبّ و رخوة يجري معها صوتُ القلب و حقّ الخاء في "خولةٍ" إستعلاؤها على الألم و إنفتاحها على الأمل.. 
واو مجهورة بإيمان و رخوة حقّها الترقيق..
لام مجهورة بفخر و متوسّطة بين رخاوةِ نسيم الروح المُعلِّلِ و شدّة صبرٍ و عزمٍ..
تاء شديدةٌ على الهَوى مهموسة بحنان منفتحة على الأرواح.. 
----------------------------------------------------------------------------------

.. و سألتها ما الذّكرى ؟ أهي الوقوف على الطَّلَلْ ؟ أ هي محاولة منّا للمَسك بالوقت الهارب بنا ؟ أم هي محض مناسبة نختلقها للإحتفال ؟ سألتها ما يعني أن يمرّ بك التّاريخ مِرارًا و أنت ها هنا تكبر المعاني فيك و تتفتّح أحلامك فما أنت بمُخبِرتهِ ؟
نظرت إليّ بعينين شجيّتين تزدحم فيهما معانٍ لا تُقال وحده الفؤادُ يفقهها في صمتها الصّاخب الخصب.. و بعد طولِ صمتٍ قالت لي: الذّكرى نافذةُ يأتينا منها عبقُ الصّبر و رائحة الإخلاص الشذيّة، الذّكرى هي عطر الوردةِ الّتي نبتت في القلبِ ذات يومٍ.. !
#ذكرى


هناك تعليقان (2):

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...