الاثنين، 3 نوفمبر 2014

ذات فقد..

كم مريح أن تدرك أن للقصص نهايات ! أن لا شيء يدوم في هذه الدنيا..فيتعلم القلب أن لا يشتاق إلى ما و من ذهب، ويألف الدمعة كما البسمة فلا تُفزعه بل تسقيه صَبرا و عزما..
كم مريح أن تعي الروح معاني الفقد و الفراق ! قد يكون الطريق إلى ذالك وعْرًا فتتوجّع لجرحٍ مخبوء في الأعماق لا تعلم طلاسمه إلّا هي، و هل يعيش آلام الوضع غير أمّ عرفت معنى أن تحمل حُلما هو قطعة منها ؟! و الحُلم جنين ينمو في أحشاء الروح، و إجهاضه مُوجع ! لكنّ الفقد فصل من فصول الدنيا و الاستبدال سنّة من سنن الله و الرضا زينة قلب المؤمن..

مهمّ أن تفهم أنّ من حطّوا على جذع الفؤاد و احتموا بأفيائه زمنا ما، قد يغادروا و لا يعودوا.. لن تبقَى منهم إلّا بعض ذكريات باردة لا تكفي لتدفئة القلب و توهّج الدهشة فيه. و وجوه بائسة تنطمس ملامحها فلا تغدو مرآة الروح، بل هي وجوه غرباء نعترضهم على حافة الطريق ذات شرود ..
كم مريح أن تُغلق الباب على الذكريات و تتركها للريح تعبث بها بعيدا عنك، فتتخلّص من ثقلها و ترجِعُ خفيفَ الرُّوح محلّقا في سماوات الحُلم و لو بجناحين مضمّدَين !

ليس يسيرا أن ننسى حكايا كُنَّاها زمنا عميقًا، لكن النسيان إرادة و سعي نحو حكايا أجمل تغتال كلّ مرارة..




"وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " (القرآن الحكيم، 28: 10)
------------------
"من كان ذا حُلم وطاَل به المدى فليحِمِه
وليحم أيضا نفسه  من حُلمِهِ
فالحلم يكبر أدهُرا فى يومه
ويزيدُ دَيْنُ الدهر حتى يستحيلْ
فترى ابن آدم راضيا من أى شئ بالقليل
لا تقبلوا بالقبح يا أهلى مكافأة على الصبر الجميل
فالصبر طول العمر خير من خلاص الكاذب
ما فيه من صفة الخلاص سوى اسمهِ " 
(تميم البرغوثي، من قصيدة "في القدس")



خولة

03-11-2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...