الأحد، 30 نوفمبر 2014

أشياء تضج في صدري..

تكتظ الدنيا من حولنا كما نكتظ نحن بتفاصيلنا الخاصة، بأحداث تتلاطم كالموج.. يختلط العام بالخاص، تتسارع وتيرة الأحداث بطريقةٍ تجعلنا عاجزين أن نأخذ منها مسافة و ننظرها بموضوعية وتعقل.. يفزعنا شبح السلبية و أن نصبح أولئك الذين يردون الفعل ولا يصنعونه ! ترهبنا صورة الضحية التي يسلط عليها الظلم ولا تنال من المعركة إلا تعاطفا من بقية بقيت فيهم الانسانية تنبض؛ شعور التعاطف موجع !

هنا -في وطنك- تشعر بالسخط والغضب، بالذل والهوان، بالظلم والحرمان، بالإحباط و اليأس.. لكنك تقاوم بكل ما أوتيت من إرادة في الحياة، بكل ما أوتيت من حلم، بكل ما أوتيت من إيمان بحقك، بكل ما سكنك من أمل وما تبقى لك من طموح.. تزيل كل البراثن عن روحك وتقوم.. 

الباطل لا يموت، يتسابق مع الحق حتى ينتهي سباق الحياة الدنيا.. يتقدم الباطل أحياناً فنفزع، نكاد نيأس، تحاصرنا عديد التساؤلات: لماذا يحصل كل هذا ؟ أين عدل الله ؟ أين قدرته على تدمير الظالمين ؟.. لكن ماذا عنا ؟ ماذا قدمنا لما نؤمن أنه حق فعلاً  ؟ أ ننتظر أن يدمر الباطل وينصرنا الله و اليأس يدير حباله على إيماننا ! و أصوات الهزيمة تخرس إرادتنا ! و الزبد يغشي بصائرنا عن الحكمة الربانية في تسير هذا الكون، لم نخلق لعبث ! و لا نسير لفراغ قاحل، بل هناك غايةٌ تلوح لنا و إن تلبدت أيامنا بالنوائب.. 

الشعور بالظلم مرير ! و lلشعور بالخيبة مفجع ! كم مؤلم أن تهدم أحلامنا وقد شهقت ! أن توارى تحت التراب فنفجع فيها كما تفجع أمٌ في فلذة كبدها ! يسيل الدمع انهاراً و تكوينا نار القهر.. ولا نجد ملاذاً إلا أن نشيح الأفئدة لمن يدبر كل الأمر نشكيه أوجاعنا و ضعفنا وهواننا وقلة حيلتنا، فيطفئ عطشنا باليقين و يطفئ نار قهرنا بالرضى بما قدر؛ الرضى ليس خنوعاً، بل وقود الرحلة بثبات ! الثبات على الهدف و صدق الروح في سعيها لن يتركنا نتكسر مهما اشتدت رياح الظلم..

و هب أنك لست ممن سيدركون فرج الكربة عن الوطن، ممن سيتمتعون بالإستقرار و الرفاه.. يكفيك عملك الذي يدني هذا النصر، يكفيك  أن ترسخ الإيمان في النشئ أنه سيأتي يوماً فيعملون كادحين حتى تشرق شمسه..
وهب أنك  لن تبلغ أحلامك يوماً، يكفيك أن تؤمن بها و لا تخنها رغم الحواجز التي تحول بينك وبينها.. من يخون أحلامه يفقد ذاته، يتوه في الزحام، ينسى أن الله خلقه لمهمة لن ينجزها سواه ! من يؤمن بأحلامه في داخله بقعة دفئ لا يمسها زمهرير الدنيا، في داخله بقعةٌ ظليلة يعود إليها كلما إشتد حر الأيام ..

أفضل الرجاء أن نكون من الذين لا يخونون أحلامهم، من الذين يحافظون على نقائهم رغم ما يحيط بنا اليوم من تشوهات، من الذين لا تنضب عين اليقين فيهم، من الذين لا يشتكون ضعفهم وهمهم إلا للقوي الحسيب، من الذين يحسنون الصمت والإنصات إليه، من الذين يرسمون بالأبجدية حيرة المنسيين والجمال المرمي على حافة هذا العالم..

خولة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...