الثلاثاء، 3 مارس 2015

رسالة إلى أنًا تحاول أن تكون







غنية هذه الحياة بالمعاني، فقط لو نبصر! فلماذا نُحاصِرُ أنفسنا  بالمعنى الواحد و الفهم الواحد و الشعور الواحد ؟! الحياة تتّسع بتكامل المعاني. الظلمة الحالكة هي بَيَـانُ تلَأْلُئ النجوم، و كذا المعاناة ولّادةُ المعاني التي بها تُنَارُ البصيرة و التي تهدي فهما أوسع للحياة، فهما لا تُدركه الأنا في فصول الرّخاء..

لستُ أعلم مثبّطا لسعينا أفظع من الخوف: الخوف من الفشل، الخوف من الوحدة، الخوف من الضياع، الخوف من الموت،الخوف من الفقد، الخوف من الفراق، الخوف من الغد المجهول.. أوَ تعلم ؟  قد نخافُ حتّى من أنفسنا ! الخوف معنًا يُلازم  كلّ همّ نحمله، لكن ماذا لو أصبح هاجسا يتملّكنا عِوض أن يتملّكنا الهمّ الذي لأجله نحيى و نحارب ؟ حتما ستخور قُوانا و يخبو وهج الحياة فينا و تتضاعف أوجاعنا.. الخوفُ داءٌ لستُ أعلمُ له دواءً غير التوكّل الحقّ على الخالق أي أن نجتهد ما استطعنا ثمّ نستسلم للذي ينظم هذا الكون بدقّة عالية و يصل تفاصيله بعلمه الواسع الذي لا حدود له و حكمته البليغة التي لا تدركها أفهامنا الضيقة مهما اتسعت..
يجب أن نُذكّر أنفسنا بإستمرار، أنّ هذه الدنيا سفر لا و لن يخلو من المتاعب. يجب أن نُحيطَ عِلمًا بأنّ  سفرنا هو رهان متجدّدٌ على أحلام تولد مع كلّ يوم جديد. الحلم كالجنين يُتعب الأمّ في حمله فتنتابها أوجاع و يصيبها غثيان و تمزّقها آلام، لكنّ قلبها يظلّ ينبض حبّا لهذه الحياة التي تتشكّل داخلها و يُكابدها الشوق لليوم الذي تضع فيه جنينها سليما معافا، و كذلك الحلم رغم التعب نحمله رجاءً في غدٍ يصير فيه واقعا فتَعْمُرُنا الفرحة و يتجدّد فينا العزم لاستكمال الطريق حتّى  ينمو ويكبرو يثمر..

دنيانَا زاخمة بالأحداث، الأحداث التي ترسم ملامح دروبنا. فتبدو شاحبة أحيانا و مبتسمة أخرى، يظهر عليها الراحة يوما و آثار الحمّى يوما آخر.. والإنسان ضعيف، لا قوّة له إلّا من إيمان و إرادة بهما يتدرّعُ ليُحارب ضعفه و كلّ ما يُواجهه من معرقلات في سبيل تحقيق ما يرجو..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...