غنية هذه الحياة بالمعاني، فقط لو نبصر! فلماذا نُحاصِرُ أنفسنا بالمعنى
الواحد و الفهم الواحد و الشعور الواحد ؟! الحياة تتّسع بتكامل المعاني. الظلمة الحالكة
هي بَيَـانُ تلَأْلُئ النجوم، و كذا المعاناة ولّادةُ المعاني التي بها تُنَارُ البصيرة
و التي تهدي فهما أوسع للحياة، فهما لا تُدركه الأنا في فصول الرّخاء..
لستُ أعلم مثبّطا لسعينا أفظع من الخوف: الخوف من الفشل، الخوف من الوحدة،
الخوف من الضياع، الخوف من الموت،الخوف من الفقد، الخوف من الفراق، الخوف من الغد المجهول..
أوَ تعلم ؟ قد نخافُ حتّى من أنفسنا ! الخوف
معنًا يُلازم كلّ همّ نحمله، لكن ماذا لو أصبح
هاجسا يتملّكنا عِوض أن يتملّكنا الهمّ الذي لأجله نحيى و نحارب ؟ حتما ستخور قُوانا
و يخبو وهج الحياة فينا و تتضاعف أوجاعنا.. الخوفُ داءٌ لستُ أعلمُ له دواءً غير التوكّل
الحقّ على الخالق أي أن نجتهد ما استطعنا ثمّ نستسلم للذي ينظم هذا الكون بدقّة عالية
و يصل تفاصيله بعلمه الواسع الذي لا حدود له و حكمته البليغة التي لا تدركها أفهامنا
الضيقة مهما اتسعت..
يجب أن نُذكّر أنفسنا بإستمرار، أنّ هذه الدنيا سفر لا و لن يخلو من المتاعب.
يجب أن نُحيطَ عِلمًا بأنّ سفرنا هو رهان متجدّدٌ
على أحلام تولد مع كلّ يوم جديد. الحلم كالجنين يُتعب الأمّ في حمله فتنتابها أوجاع
و يصيبها غثيان و تمزّقها آلام، لكنّ قلبها يظلّ ينبض حبّا لهذه الحياة التي تتشكّل
داخلها و يُكابدها الشوق لليوم الذي تضع فيه جنينها سليما معافا، و كذلك الحلم رغم
التعب نحمله رجاءً في غدٍ يصير فيه واقعا فتَعْمُرُنا الفرحة و يتجدّد فينا العزم لاستكمال
الطريق حتّى ينمو ويكبرو يثمر..
دنيانَا زاخمة بالأحداث، الأحداث التي ترسم ملامح دروبنا. فتبدو شاحبة
أحيانا و مبتسمة أخرى، يظهر عليها الراحة يوما و آثار الحمّى يوما آخر.. والإنسان ضعيف،
لا قوّة له إلّا من إيمان و إرادة بهما يتدرّعُ ليُحارب ضعفه و كلّ ما يُواجهه من معرقلات
في سبيل تحقيق ما يرجو..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مُروركم يُسعدني.. :)