الجمعة، 17 أبريل 2015

لا تندم.. بل تعلّم و ضمّد جناحيك و حلّق..


لماذا نشعر بالعار من تجاربنا "العاطفيّة" السابقة و لو كانت شتائل غرسناها في المحيط المناسب لكنّها للأسف لم تثمر بل اندثرت على النّحو الذي لم نرجه.. لماذا نوبّخ أنفسنا و نصرّ أنّنا فاشلون.. لماذا يعاملنا المجتمع بشفقة أحيانا و يحمّلنا أحيانا أخرى مسؤوليّة هذا الوجع الذي خلّفته التجربة التي عشناها.. لماذا نخاف الإفصاح عن مشاعرنا من ألم و شعور بالخذلان و كلّ ما خلّفه الطرف الآخر فينا من مشاعر سلبيّة.. لماذا نخاف صدقنا و مصارحة أنفسنا قبل كلّ أحد بما يعتمل في الروح من أحاسيس بالتعلّق و الغضب و الأسى و الضعف و القوّة و الحزن و الرضا.. لماذا لا نترك براحا بيننا و بين تجاربنا الماضية نتحقّق فيه من حقيقة مشاعرنا و مما آلت إليه، و نعود إلى بيتنا الصغير "الذات" الذي هو بوّابتنا نحو الكون بأسره، نعود لنرتّب أولويات حياتنا و نرمّم أحلاما خدشها من فيهم وثقنا حتّى جعلناهم عمودا راسخا من أعمدة أحلامنا.. لماذا يصرّ آخر على تجاوز مساحتنا الخاصّة ليعرف كلّ أسباب "فشل" علاقاتنا السابقة؛ لماذا يصرّ على معرفة التفاصيل دون التعرّف إلى تلك الروح المتعبة من مسير في درب ما من دروب الحياة، و التوّاقة إلى العيش الجميل الملآن بالتفهّم و الودّ و الإخلاص.. هل قادرون نحن على استدعاء النسيان متى زعمنا أننا يجب أن ننسى أم أنّ النسيان أمر ندركه كلّما تركنا لأنفسنا فرصة اتساع الرؤى و الانفتاح على أوجاعنا و خساراتنا..
مهما كانت المرارة التي خلّفتها التجربة التي عِشتها لا يجب أن تندم على صدق منحته أو عمر من الودّ و الإخلاص قضيته.. التجربة ستخبرك من أنت؛ ما طاقتك في التفاهم مع طرف آخر ؟ ما قدرتك على البذل في سبيل آخر تؤسّس معه حلما تنتميان إليه و تؤمنان به ؟ إلى أيّ درجة يمكن أن تكون صبورا و وفيّا ؟
يمكن أن تتفهّم الطرف الآخر و تستدعي له أعذارا لماذا خذلك، يمكن أن تلحّ على نفسك أن ترتقي و تعفو.. لكن ثمّة في الأعماق شعور دفين بالظلم الذي سلّطه عليك من استغلّ صدقك و صبرك ليتّخذ قرارا يهمّ كليكما قرارا يقضي بهدم أحلام لطالما أخذت من وقتكما و جهدكما و من روحكما.. هذا الشعور بالظلم اتركه بينك و بين ربّك و دعك من أسلوب الانتقام الهدّام للوقت و الذات..
أن يتعثّر القلب في التعرّف على أحبّته الصادقين المخلصين فهذا يمكن أن يوجعه و يتركه متألمّا لكنّ ذالك لا يجب أن يدفعه إلى اليأس من الحبّ أو الكفر بالصّبر في تجاربه اللاحقة، لا يجب أن يخجل القلب من دمعات ذرفها أو نبضات نقيّة جاد بها.. الألم يجب أن يكون دوما مفجّرا للأمل.. الأمل الذي منه يقتات الفؤاد ليحيى و به تحيى الأحلام..

خولة
17-04-2015





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...