الثلاثاء، 19 مايو 2015

الذين يهدوننا فسحة للفضفضة ..


أ تعلمين؟ لكم أحتاج أن تُشَرَّعَ عيون قلبي دهشةً فلا يندثر الشغف منه و لا يتآكل مللا و لا يصدأ من إعادة ذات الأعمال فأقعد محسورة لأنّ خطواتي لم تأخذني لأنا جديدة تحرّرني من قبيح اقترفته و سيّئ زللته..
أ تعلمين ؟ لكم أحتاج أن أراني في الحكايات التي تتسرّب من عمقي بصدق إذا التقيت أنقياء، مثلك، هم علامة يبعثها الله في طريقي فيهدّأ قلقي و يربّت على خاطري..
لكم أشتهي أن أسرد عليك تلك التفاصيل التي تهزّ دواخلنا و لا يفهمها إلّا قليلون.. قليلون من يرون الشوق المتوهّج في الصدر، يُبصرونه في عيوننا جلّيا و يقرأونه بين كلماتنا القليلة المتقطّعة.. قليلون من يفهمون أحلامنا البسيطة التي يراها آخرون مستحيلة و ضربا من ضروب المثالية و أمنيات ليس إلّا..هم لا يدركون أنّها بعضٌ منّا و أنّنا عنها لن نتخلّى، أنت تدركين..كنت تسمعين نبضات قلبي و قلبي يحدّثك قبل أن ينطلق لساني..لا أعلم يومها كيف أخذنا الحديث إلى شطآن النفس القصيّة التي لا نصل إليها إلّا نادرا؟ ربّما لأنّك كنت حضنا مليئا بالدفئ و الصدق و الحياة البريئة التي افتقدناها اليوم..
أ تعلمين كم أحببت ثقتك الراسخة بالله فكانت تربيتاتك على روحي شفيّة هنيّة رغم ما في الدنيا من أوجاع، و هل الدنيا دنيا دونما أوجاعٍ ؟!
لم أحدثك بعدُ عن ذلك المساء الذي تلقّفت فيه أمّي نفسي من يمّ إياس غرقت فيه.. جاءتني أو جاء بها الله لتحلّ عُقد حبال الإحباط التي كتّفت همّتي، جاء بها الله لتنفض عنّي وابلا من اليأس حجب إيماني فتُهت في صحراء قاحلة دون بوصلة كنتُ حتّى جاءت فأخذت بيدي و رفعتني من الجبّ..جاءت قبل أن أهتف أو أصرخ مستنجدة..جاءت لأنّني قطعة منها و كانت تشعر بوجعي في حين ظننت أن لا أحد هناك يسمعني.. أ تعلمين؟ إلى اليوم كلماتها نبراس يضيئ قلبي، لكنّني لم أجد كلمات لأشكرها و لأعبّر لها عن إمتناني الممتدّ من قبل وعيي بهذه الحياة، أخجل من الوقوف بين يديها و تحجب دموعي عنّي رؤية محيّاها، محيّاها الذي يمتلئ حزنا إذا ما مسّ قلبي بعض وجع.. لا يغرنّك حديثي، فأنا لم أكن لها يوما إبنة بارّة، كنت آتيها بكلّ همومي و أقف في حضرتها غاضبة و أنسى أن أبتسم أو أغمرها بحبّ.. فلتسامحني بقلبها المفتوح للكلّ و الذي يفكّر في الكلّ إلّا في نفسه.. فليهدني الله إلى سبيل رضاها و رضاه..
أ تعلمين ؟ كثيرا ما استسقيت الله يقينا يروي الروح فيقيها ذبول التأسّي و التأسّف.. كان الله لنا دائما هنا أقرب إلينا من حبل الوريد، لكنّني أحيانا كثيرة كنت أتأخّر تأخّرني الغفلة، و مرّات تأتي بي رحمته فأجد القوّة و ألقى ذاتا ممتلئة بالرضا مقبلة على أحلامها بخطًى ثابتة لأنّها على ثقة من أنّ الله سيختار لها الأفضل دوما ما دامت تسعى مقبلة عليه غير مدبرة.. الحداد الذي يرتديه القلب يا صديقتي لا يستحقّه من لم نلقاهم في القمّة، عن قمّة الثقة و الودّ و الصدق أتحدّث.. اليوم أدركت بعد سفر أتعبني و تأمّل آرقني أنّ الحداد تستحقّه أشياء أثمن، تستحقّه أوقات أهدرناها دون أن نخطّ سطرا في رسالتنا؛ رسالة حياتنا التي من أجلها أتى الله بنا إلى هنا.. الحداد يستحقّه وعد عاهدنا الله عليه و لازلنا إلى اليوم نذهب إليه بخطًى عرجاء.. الحداد تستحقّه عين صُرفت إلى قبح و لم تنظر جمالًا كان هنا دائما: سماء أو شمسا أو طائرا أو وردة أو ثغر طفل بسّام..الحداد تستحقّه أذن لم ترهف السّمع لأغنيات الكون البديعة، أذن لم تنصت لهموم آخر أتى باحثا عن رحمة الله فينا.. الحداد تستحقّه أشياء عظيمة و لا تستحقّه الصغائر التي تكبّلنا و تردّ كوننا سجنا..
أتعلمين ؟ من نعم الله علينا أن يُوجد لنا صحبة تشدّ على أيدينا في طريق مُزلزل، و تستوعب همومنا الصغيرة الكبيرة.. صحبة تتفتّح على صفحات قلبها أبجديتنا و تحلّق في سمائها معانينا حرّة طليقة..
و هل تعلمين مروه؟ كم يشتاق قلبي لحكايات قلبك البريئة ليرتوي من ترياق الصحبة النديّة !

خولة
19-05-2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...