أتى العيد عيدين هذه السنة..
أتى العيد لنحتفل سويا -العيدُ و أنا- بمرور عامٍ آخر من عمري..
عام كبرت فيه أكبر، حزنت فيه أكثر، بكيت فيه و جرحت فيه جراحا أكبر لأنّ جرحا الخذلان و الظلم هما الأكبر.. لكنّ أملي بقي أكبر و رجائي في الكبير أكبر..
عام ملآن بالحياة و واسِعٌ بالتجارب الجديدة و عامِرٌ بالرضا و بالصبر..
عام اقتربت فيه من ذاتي التي رأيتها تصارع ضعفها و تسعى جاهدة لتنهض..
عام اقتربت فيه من الأحباب الصادقين الأنقياء لأوقِنَ أني لست وحدي و أنّ المحبّة مازلت رغم كيد الخاذلين..
عام استيقظت فيه أحلام جديدة لتملأ كياني همّة و ثقة و قوّة..
عام وقف بي على ملامح أنايا التي تريد أن تكون حرّة من أيّ شيء يقيّدها و يسجن رؤاها و تطلّعاتها..
عام أتى بكلّ ما اكتنزت من صبر ليُخبرني أنّ الصبر ليس رضوخا و تسليما، بل الصبر إرادة التغيير و السعي نحو تبديل الحال و عدم التسليم رغم مشقّة الطريق..
عام أماط اللثام عن كثير من الأوهام ليخبرني أن تمحّصي و أمعني النظر في تلك الرسائل الصغيرة التي تقول الكثير، و لا تُفجعي في أمرٍ كان سرابًا فكيف لا يصير إلى زول!
عام مرّ قائلا لا شيء دائم.. و عام آخر أقبل مُردِفا لا بدّ لفجر أن يطلع.. لا بدّ للقلب أن يُزهر بالحبّ.. لا بدّ للنفس أن تفيض باليقين..
عام استودعته الله الذي لا تضيع ودائعه.. عام سألقاه و يلقاني يوم اللقاء الأعظم فلتكن لي أيّها العام و لا تكن عليَّ !
عام هلّ عليّ علّه يكون ملآنًا صلاحًا و هُدًى و عملا و توفيقا و وُدّا نقِيّا خالصًا لله..
--------
خولة
17-07-2015
الساعة الواحده ظهرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مُروركم يُسعدني.. :)