الجمعة، 17 يوليو 2015

العيد


أتى العيد عيدين هذه السنة..
أتى العيد لنحتفل سويا -العيدُ و أنا- بمرور عامٍ آخر من عمري..
عام كبرت فيه أكبر، حزنت فيه أكثر، بكيت فيه و جرحت فيه جراحا أكبر لأنّ جرحا الخذلان و الظلم هما الأكبر.. لكنّ أملي بقي أكبر و رجائي في الكبير أكبر..
عام ملآن بالحياة و واسِعٌ بالتجارب الجديدة و عامِرٌ بالرضا و بالصبر..
عام اقتربت فيه من ذاتي التي رأيتها تصارع ضعفها و تسعى جاهدة لتنهض..
عام اقتربت فيه  من الأحباب الصادقين الأنقياء لأوقِنَ أني لست وحدي و أنّ المحبّة مازلت رغم كيد الخاذلين..
عام استيقظت فيه أحلام جديدة لتملأ كياني همّة و ثقة و قوّة..
عام وقف بي على ملامح أنايا التي تريد أن تكون حرّة من أيّ شيء يقيّدها و يسجن رؤاها و تطلّعاتها..
عام أتى بكلّ ما اكتنزت من صبر ليُخبرني أنّ الصبر ليس رضوخا و تسليما، بل الصبر إرادة التغيير و السعي نحو تبديل الحال و عدم التسليم رغم مشقّة الطريق..
عام أماط اللثام عن كثير من الأوهام ليخبرني أن تمحّصي و أمعني النظر في تلك الرسائل الصغيرة التي تقول الكثير، و لا تُفجعي في أمرٍ كان سرابًا فكيف لا يصير إلى زول!
عام مرّ قائلا لا شيء دائم.. و عام آخر أقبل مُردِفا لا بدّ لفجر أن يطلع.. لا بدّ للقلب أن يُزهر بالحبّ.. لا بدّ للنفس أن تفيض باليقين..
عام استودعته الله الذي لا تضيع ودائعه.. عام سألقاه و يلقاني يوم اللقاء الأعظم فلتكن لي أيّها العام و لا تكن عليَّ !
عام هلّ عليّ علّه يكون ملآنًا صلاحًا و هُدًى و عملا و توفيقا و وُدّا نقِيّا خالصًا لله..

--------
خولة
17-07-2015
الساعة الواحده ظهرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...