الجمعة، 8 مايو 2015

عن الفشل.. عن النجاح..


عدم التوفيق في إتمام طريق ما هل يعني بالضرورة فشلا؟!

المجتمع غالبا ما يصرّ على تبني معجم "الفشل" في "قيله و قاله"، كما يضع للنجاح تعريفا بمقاييس مضبوطة يجب الاستجابة لها حتّى يُطلقون عليك لقب "الناجح".

إنّ سنونا قضيتها في أيّ مشروع كان ستزيدك حكمة و ستُغنيك التجربة لأنّها أعطتك الفرصة لاختبار نفسك في وضعيات متنوّعة.

أعتقد أن الفشل هو أن تَضْمُرَ الروح.
ستقول لي روحٌ لم تصل هي روح مُتْخَمَةٌ بالجراحات و الأوجاع و هل روح كهذه لم تَضْمُرْ بَعْدُ ؟!  سأجيبك أنّ الألم يفتح للروح عوالم لم تكن تعرفها. الألم يجلّي الروح و يجعلها ترتقي بالصبر و الاحساس بمعاناة الآخرين. الألم يعطي فرصة للنفس أن تؤوب إليها و تسمع حديثها النقيّ بعيدا عن اللغط.
لعلّك ستُعقِّب قائلا: كيف لك بمدح الألم ؟ أ خلقنا لنتألّم ؟ أ الحياة آلام ؟
سأقول لك أن لا مهرب من الألم في هذه الدنيا فهي مدرسة و فنّ التعلّم لا يخلو من العثرات و اللكمات و الصدمات.. إنّ الألم هو الطريق إلى تذوّق الفرح و السعادة.. إن ألما يُصيبُ أحدنا فتحضُنه روح واسعة مُحبّة سيُتَوَّج بالرضا. الرضا لن يكون إستكانة و تسليما، إنّما هو دواء للسخط و الغضب و أمراض أخرى تجرّ المرء إلى كلّ ما هو هدّام، حتّى يهدم كلّ ما هو جميل فيه فتَضْمُرُ رُوحُه. وذاك هو الفشل!

الفشل هو أن لا يَصْدُقَ الإنسان نفسه و لا يكون وفيّا لما عاهد نفسه أو الآخر به. أمّا أن تسير في الدرب صادقا صدوقا لا تنكث عهدا و تُعطي من نفسك و مما هو نفيس عندك من أجل البناء و الوصول فأنت ناجح و إن لم تصل لأنّ روحك وصلت و ارتقت في مدارج الصادقين و صبرت رغم المصاعب، واصلت المسير و أصرّت أن تمضي في الرحلة. لكنّ أقدار الله أبت إتمامها و اختارت لك طرقا أخرى و دروسا جديدة.. حسبُك أنّك لم تخذلك بالتخلي و أنك ثبتَّ و كان هَدْيُك في الطريق "لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرا"، "إنّ بعد العسر يُسرا" ..

أنت لست فاشلا ما لم يُتوّج مشروع ابتديته، لا تستمع لمجتمع يُعطيك لقب "ناجح" و لا يهتمّ بما يعتمل داخلك و لا يهمّه إن كنت سعيدا بذاك النجاح الذي أهداك في لقب. النجاح هو أن لا تُضيّع ذاتك وسط هذا الزحام و هته الفوضى و أن تراجع ذاتك بين برهة و أخرى: ما أهدافك ؟ ما تريد من حياة تحياها ؟ و النجاح هو صدقك و انسجامك معك مهما كانت الطريق و مهما كان المشروع أو المغامرة التي تعيش.
..
خولة
08-05-2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...