السبت، 25 يوليو 2015

سفر ..


حملت في كفّيها حقيبة الأحلام و قامت، تخطو بتؤدة، تمدّ نظرها بعيدا في الآفاق الرحبة أين الشفق يحكي جمالا و استعدادا لسكونٍ و انطلاق جديد، أين لا مشاعِر تُقَولَبُ أو تُنمّق و تُتَكلّف، أين الأغنيات نديّةٌ طاهرة تخترق الرّوح فتزرعها حنينا يُحلّق على جناحي السحر و البراءة، أين الكلمات شفافة تُحدِّث حكايات القلب، أين الطموح بناء شامخ بالتوكّل و الحُلم نسيمٌ يُنعِشُ روحا مُسافرةً..
قامت و القلبُ عامر بالشوق لجميلٍ تُعانِقُه و صدقٍ ترتشفه على كلّ باب ، مع كلّ شروق و في كلّ غروب..
قامت و الروح تدفع عنها الحزن بالتأمّل و التبصّر في معانٍ تفتّحت لها تفتّح الوردات تُهدي عطرا..
قامت و ابتسامتها الخجلى لا تبرح ملامحها الهادئة التي لا تحدّث عمّا يعتمل فيها من أفكار متفرّعة متكاثرة و مشاعر مُستعرة..
قامت حاملة الحقيبة و عالم جديد يُشيَّد داخلها بأحلام لا تملّها بل تؤمن بها دائما و مهما اشتدّ الريح فهو لا يُذريها، بها يتماسك داخلها..
كان هناك بعيدا، في بقعة نائية عن طريقها، لكنّه كان قريبا جدّا من عوالمها، يفهم مفرداتها و لا يُعييها بالشرح، يُمسك بمعانٍ تاهت عنها، يتحدّث بلغة تأنس لمعجمها.. كان جالسا حذوها في قاطرة الأحلام و كانت له حقيبة أيضا يرعاها كما ترعى الأمّ قطعة روحها و لكم أحبّت تِحْنانه و رقّته..
يترفقان في سفر عُلويّ يرفعهما عن صغائر الأمور و أوجهها المعتادة.. يترفقان في سفر نقيّ أين الصدق عنوان و الوُدّ مبتغى أرواح أنهكتها الغربة..
يترفقان في سفر طويل وقوده الصّبر و مفتاح امتداده الإحتواء..
رفيقان في سفر ستطوي بعده الأقدار إذا الله شاء..
....
26-07-2015
س الثانية و النصف صباحا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...