حملت في كفّيها حقيبة الأحلام و قامت،
تخطو بتؤدة، تمدّ نظرها بعيدا في الآفاق الرحبة أين الشفق يحكي جمالا و استعدادا لسكونٍ
و انطلاق جديد، أين لا مشاعِر تُقَولَبُ أو تُنمّق و تُتَكلّف، أين الأغنيات نديّةٌ
طاهرة تخترق الرّوح فتزرعها حنينا يُحلّق على جناحي السحر و البراءة، أين الكلمات شفافة
تُحدِّث حكايات القلب، أين الطموح بناء شامخ بالتوكّل و الحُلم نسيمٌ يُنعِشُ روحا
مُسافرةً..
قامت و القلبُ عامر بالشوق لجميلٍ تُعانِقُه
و صدقٍ ترتشفه على كلّ باب ، مع كلّ شروق و في كلّ غروب..
قامت و الروح تدفع عنها الحزن بالتأمّل
و التبصّر في معانٍ تفتّحت لها تفتّح الوردات تُهدي عطرا..
قامت و ابتسامتها الخجلى لا تبرح ملامحها
الهادئة التي لا تحدّث عمّا يعتمل فيها من أفكار متفرّعة متكاثرة و مشاعر مُستعرة..
قامت حاملة الحقيبة و عالم جديد يُشيَّد
داخلها بأحلام لا تملّها بل تؤمن بها دائما و مهما اشتدّ الريح فهو لا يُذريها، بها
يتماسك داخلها..
كان هناك بعيدا، في بقعة نائية عن طريقها،
لكنّه كان قريبا جدّا من عوالمها، يفهم مفرداتها و لا يُعييها بالشرح، يُمسك بمعانٍ
تاهت عنها، يتحدّث بلغة تأنس لمعجمها.. كان جالسا حذوها في قاطرة الأحلام و كانت له
حقيبة أيضا يرعاها كما ترعى الأمّ قطعة روحها و لكم أحبّت تِحْنانه و رقّته..
يترفقان في سفر عُلويّ يرفعهما عن صغائر
الأمور و أوجهها المعتادة.. يترفقان في سفر نقيّ أين الصدق عنوان و الوُدّ مبتغى أرواح
أنهكتها الغربة..
يترفقان في سفر طويل وقوده الصّبر و مفتاح
امتداده الإحتواء..
رفيقان في سفر ستطوي بعده الأقدار إذا
الله شاء..
....
26-07-2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مُروركم يُسعدني.. :)