الخميس، 6 أغسطس 2015

وحده..


وحده الله من يعلم سهاد المتألّمين من قسوة التجارب و وعورة الطريق و المتأمّلين في رحمة منه تغشاهم فتثبّتهم حتّى لا تهتزّ دواخلهم و يفرط أمرهم..
وحده الله  من يعلم وحشة السجن و شظف العيش التي يشكو منها أولئك الأحرار الذين لم يستكينوا بل آمنوا بقضاياهم لآخر رمق قوّة فيهم..
وحده الله من يعلم أسرار ذالك الجالس في الليالي يناجي نجمومها و نجماته، و ينسج أحلامه التي لن تبيد بالأمل..
وحده الله من يعلم مناجاتها الحروف الفارّة منها ذات حزن دفين و إرتباك في مشاعر تفيض من روحها حتّى تكاد تغرق فيها لولا الكتابة منّة الله العظيمة عليها التي تربط على فؤادها فلاتُبدي به..
وحده الله من يعلم رواحها و مجيئها كلّ ليلة تحصي الدقائق في إنتظار الإبن أو الحبيب المقدام الذي يذود عن عرضه يمضي الله ينقّب عن ثغرات العدوّ و يرمّم صفّ الجماعة الذي يُهلكه التشرذم..
وحده الله من يعلم تلك الأشواق التي يكابدها و هو يشقّ الطريق منفردا، أشواق لشقيقة روح تدثّره بحنانها إذا ما ارتعد من زمهرير الدنيا و يزمّلها بالصّبر إذا ما النوائب  أدركتها و يتشاركان كلّ أمر..
وحده الله من يعلم أوجاعا تضجّ في الصّدر لمن حُرم يدا تربّت على ضعفه..
وحده الله من يعلم الدعوات المتزاحمات في الصّدرالمتسابقات للحلق..
وحده الله من يعلم طعم تلك الدمعات و ينصت لحكاياتها..
وحده الله من يزرع الفرح في الأرواح إذا ما أراد حتّى في أحلك العيش..

سبحانه ما أعلمه ! سبحانه ما أكرمه !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...