الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

طريق الفهم المُضني ..


همت بفتح حاسوبها و قد عقدت النيّة أن تتفرّغ لبحثها الدراسيّ، لكن ثمّة فكرة ما -لم تتشكّل بعد- تسرق انتباهها و تأخذها من كلّ شيء حولها إلى ضجيج في العمق و هذيان لا تفهمه.. تحاول أن تقترب من الداخل و أن تفهم.. تشغّل موسيقى هادئة تعينها على الهدوء و على الغوص في أعماقها بعيدا عن المشوّشات.. تركّز و تستجمع كلّ قدراتها للفهم لكنّه يستعصي عليها، فيسبح فكرها في الفراغ و يضيع طرف خيط المعنى منها و كأنّه يتحدّاها و يلحّ عليها أن تُغادر الجمود و تتحرّر من أوهام كبّلت أحلامها.. آه كم تبغض أن يمرّ زمنها فارغا من الإحساس.. كلّ لحظة تمرّ دون فكرة شغوفة تحلّق على أجنحتها وتحرّرها من قالبها الطينيّ؛ هي لحظة تُهدَر من العمر ! كلّ لحظة تمضي دون أن يزيد فيها رصيدها الشعوريّ و الفكريّ؛ هي لحظة انتحرت و غادرت عمرها قبل أن تفهم معنى الحياة، و قبل أن تعرف قيمة أن نحيا..

تزدحم الهموم و الاشكالات في عقلها الذي لا يزال يشقّ خطواته الأولى في طريق الفهم..
هموم الوطن و اشكالات الفعل و الانطلاق من بناء الذات إلى بناء الوطن؛ إن لم تكن الذوات مُؤَسَّسَةً فكيف تُصبحُ مُؤسّسة ؟
و هموم الانسان و رسالاته في كون ممتدّ لم يكن خَلْقُهُ فيه باطلا فلماذا يَهدر العمر باطلا دون أثر يُذكر ؟
و هموم الوحدة و فهم النّفس القابعة في الأعماق؛ فهمها لن يتحقّق إلّا بذات أخرى تشدّ أزرها و ترفع عنها الضعف و الحاجة حتّى يتجلّى لها الطريق..

تقلّب قائمة كتب طويلة أعدّتها للقراءة و لم يتحقّق من ذلك إلّا بعض صفحات؛ كلّ كتاب يُسابق أخاه في الأهميّة عندها ترجو لو تنعزل عن هذا العالم و تتّخذ مكانا قصيّا في قمّة جبل عالية أين يحيط بها الكتب فقط حتّى تكبر هناك و تتفتّح روحها بمعانقة الأفكار و السماء القريبة فترجع أقوى و بفكر منظّم و صافي..
هل هو التسويف ما يُسيطر على لحظاتها ؟ يا له من آفة ! لذلك كان لا بُدّ أن تفهم و أن تحاول أن تنصت إلى عمقها و عمّ يُراد من كلّ شعور و من كلّ قول ينفجر منه، لا بُدّ أن يكون له زاد يكفي سفرا ما قد قرّر غوض غماره. لا بُدّ لتلك الأشياء المتدفّقة من الداخل أن تكون صادقة حدّ الإستماتة نحو إنجازها.. لا بدّ أن تنقذ ما تبقّى لها بالصدق و الفهم !

......
الموسيقى التي رافقتني عند كتابة الخاطره:
https://soundcloud.com/beshoy-youssef-2/mohamed-hamaki-aktar-wa7da

09-09-2015
س 10.30

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...