الثلاثاء، 12 يوليو 2016

صفيّة صادق (رسالة .. بلا عدد)


صفيّة، أتذكرين قولي بأنّي غمست ذاك الحلم في يمّ الإياس بعدما انقطعت إليه السُبل رغم الصّبر و طول النَّفَس. و سلّمت.. !
حدّثتكِ يومها أنّ ابتسامة هادئةً تُرسم على وجهي كلّما يَمَّمَ القلب جهةَ الذكرى، فلهيب الشوق خبى و لم يعد رماده يحرقني. فقط هي خيالات بعض التفاصيل تعبر خاطري على جناحي السرعة كنسيم خفيف لا يطُولُ غزله لصفحة الوجه. خيالاتٌ لا تبلُغ أعماقي المتشبّثة بتلابيب لحظاتيَ الراهنة..
لكنّ ما أتيتك به اليوم أمر مغاير صفيّة ! لا أعلم كيف تغيّر بحر الشوق الهادئ فالتطمت أمواجه؟! أنّى للحنين أن يخون رقّته فيغتال قوّتنا التي انتزعت الأوجاع من أراضينا فيُردِينا خائري القوى يذبذبنا الشوق ! هل مجرّد محاولة بسيطة لطرق الباب جديرة بأن تهزّ أركان بيتنا !! أ رياحُ ذكرَى خفيفة لها أن تُشرّع نوافذ خواطرنا على الأشجان ؟
صفيّة ! كم تمنّيتُكِ بالقرب الذي يسمحُ ليدك أن تنتشلني من حيرتي هذه ! كنت أظنُّنِي نجوتُ منها  فاعتليت العزمَ أنظر إلى ما تقدّم زاهدا في ما مضى..
أكتب إليكِ و مسمعي عامرٌ بكلماتك التي طالما ردّدتها عليَّ: "التئام قِطع الكأس المُهَشّمة مستحيلٌ!العيش في سجن الماضي انتحار! إطالة الوقوف على ما كان يُؤلِّبُ أحاسيسًا هوجاءَ تأكل من روحكَ كما تأكل النار ما يعترضها أخضرا و يابسا.."
لكنّي صفيّة تائب عن الندم و مُحرَّرٌ من الأمل رغم حيرتي و اظطرابي. أنا لا أقتات على الأمنيات فلتطمئنّي! أنا لا آمُلُ في جَبر كسر تغلبت عليه و سِرت على أوجاعه حتّى واصلت طريقي..
فقط أردتُ إخباركِ بأنّ ثمّة معان أكبر من تصوّراتي التي رسمتُ! صفيّة ! هناك حكمة أعمق من تأمّلاتي التي إليها وصلتُ! المسير أعمق من خطواتي و دروسه أكبر من فهمي. عليّ أن أكبر و أقوى صفيّة. مازال في الدرب سعيٌ واسع يطلبُ عزما لا يتشفّق بوهم الوصول أو اليأس من عدم الوصول !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...