الخميس، 21 سبتمبر 2017

إلى الصديق الذي لن يأتي ..

إلى الصديق الذي لن يأتي ..
سأنتظرك !
سأذهبُ إلى خريف العُمر وحيدا، لن تُفزعني الوِحدة ولا الخريف !
سأخبّئ الربيع في قلبي وأضعه بين يديك عندما تأتي، لن تأتي. سأنتظرك.
سأثق في حبّك لطباعي السيّئة لعينيّ الحزينتين لموسيقايَ الشجيّة لكلامي المملّ لثرثرتي التي لا تسكت لصمتي اللّامبرّر الذي أغرق فيه أزمنة عميقة ..

إلى الصديق الذي لن يأتي ..
سأنتظرك !
سأغزل من إيماني نجوما تزيّن دُجايَ فيطلّ وجهك من بينها يطوي عذابات النّوى ..
سأكدّس الأحلام فوق صدري إلى أن تضغط على قفصيّ الصدريّ ولا أجد الجهد كي أجدّد أنفاسي. سأنتظرك حتّى تأتي فترفعها عنّي ثمّ نبني بها مرسى هادئا لأوجاعنا .. لن تأتي !

إلى الصديق الذي لن يأتي..
سوف لن أنتظرك.
لأنّ الإنتظار رشّ للملح فوق الجراحات.. الإنتظار سقوط حرّ للإرادة من سماء الإيمان.. الإنتظار إنتحار البداية قبل أن يولد الطريق .. الإنتظار عجوز يقف منتظرا النهاية لا يمدّ يده للفسيلة اليانعة التي تحتاج راحة يده كي تدثّرها بالتراب.. الإنتظار حبل طويل يشنق الوُدّ المتّقد.. الإنتظار سواد ييتلع الدهشة والشغف..
لهذا لن أنتظرك.
سأمضي وحيدا دونك.
لن أنتظرك لأنّ الأصدقاء لا يسلكون طريق الإنتظار.. الأصدقاء يحضرون.. الأصدقاء يشقّون صحراء الغياب حتّى نتروي بحضروهم .. الأصدقاء لا يكلّفوننا مشقّة الإنتظار؛ هم هنا يدفعون ثمن الحضور باهضا !

..
بن عروس -تونس
21-09-2017
غرّة محرّم 1439
س 12.20

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...