الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

عن التفاصيل النقيّة ..


يبدأ اليوم بفرح طفوليّ بالصباح الجديد، فرح ينتشر في أرجاء روحها كما ينتشر نور الشمس في السماء..
تسابق الوقت لتبدأ يومها باكرا، تتسارع خطواتها على الطريق يدفعها الأمل أن يكون هذا اليوم أفضل، أن يكون إنجازها فيه أوسع..
تمرّ ساعات العمل عصيبة بالمصاعب والتعطيلات التي لا تفهم كيف تصرّ على القفز في طريقها.. وسط كومة العسر تعترض طريقها -كما كلّ المرّات دون سابق اتّفاق على اللقيا- تبيانا لـ "إنّ مع العسر يسرا"؛ متفتّحة أساريرها كوردة استبشارا بأنّه لن يذرها فردا. فبعد رحلة مضنية للقاء الرفيق وبعد السرور بالإجتماع هاهي صحبتهما تغزل حلما ينتظرانه بشوق.. تهنّئها وتمتنّ لحادث اعتراض طريقها طويلا..
يمرّ الوقت بجنون رغم تعثّر الخطوات ووطء المسير.. يأتي المساء، موعد لقاء الأصدقاء، أصحاب القلوب الجميلة التي تخبرها أنّ لها في هذه المدينة قلوبا تنبض من أجلها وتصرّ على الجلوس بين يديها لتتهلّل أساريرها بعد التعب.. تزور الأولى سريعا فتعتمر دفئا وأنسا يواصلان الإنتشار في أفيائها بسرعة فائقة.. ثمّ تلقى الثانية على طاولة في مقهى دافئ، هل كان المقهى دافئا أم أنّ الدفء قفز إلى قلبها من حديث صديقتها التي لم تسكت مذ جلستا متقابلتين. بدأت حديثها عن الدّين وأسئلته العميقة ثمّ انتقلت للحبّ ثمّ للأحلام والهموم ثمّ للحياة وتعقيداتها ثمّ للطموحات..
يجيء الليل بالحكايا مستعرة وهادئة، يذوب فيه الحنين كما يذوب السكر في القهوة تحرّكه الموسيقى فيرتشفه القلب فيثمل فيتوه في دروب بعيدة.. تعترضها صورة خطبتهما، تبتسم حتّى تكتحل عيناها بدمعة، هي دموع الفرح. ليسوا أصدقاءها، لا تعرفهما حقّ المعرفة لكنّها تفرح من أجل حبّ يتدفّق من الصورة. اعتراها الفرح لالتماع عينيه محبّة متّقدة وللخجل الذي أنار محيّاها وحكى التهاب الشعور وابتهاج المهج..

....
26-09-2017
الساعة الثالثة صباحا
حيّ الخضراء -تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...