الأحد، 1 أكتوبر 2017

قصّة قصيرة

- هل تقبلين بي رفيقا في دروبك؟
قالها بطريقة الواثق في ما يريد، لا الواثق في نفسه عُجْبًا.

عرفته حيّيا، قليل الكلام، يحمل هموم الدنيا دون شكوى فإبتسامة هادئة لا تفارق محيّاه. لكنّ نظرته لا تستطيع أن تمسك حزنا دفينا يُرسَل كالسهم لا يستطيع ردّه.
تفاجئت لأمرين. الأوّل هو الجرأة التي ركبها ليصل لقوله هذا بهذه البساطة وهذه السرعة. والثاني هو طبيعة العلاقة التي جمعتهما؛ هادئة لا تنبئ  بأمر يعتمل في الأعماق. لملمت تفاجؤها بسرعة وأردفت:

- وما الذي تصنعه بإمرأة مليئة بالهموم ورفيقة توسّع دائرة أشجانك؟!

- بل رفيقة تعي هموما يستعصي على الآخرين فهمها وتحمل من الأشجان ما يجعلها شفيفة الحسّ لا تترك تفصيلا من تفاصيلي حتّى تحمل أوزاره عنّي بالمشاركة.
قالها بثقة البحّار في مرساه الذي يبصره عن كثب فلا تفزعه العاصفة التي يراها حوله.

..
01-10-2017
س 16
باب الجزيرة، تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...