الأحد، 19 نوفمبر 2017

دورة تدربيّة حول الكتابة


لأنّ اللّغة ليست فقط أداة للتّواصل والتّفاهم بين الأفراد، إنّما هي ظاهرة إنسانيّة تعكس الوُجودَ والوِجدان. ولأنّ اللغة وعاء ثقافيّ يحفَظُ ذاكرة الأمَمِ ويسافِرُ بها عبر الأزمان بكلّ ما تحمِلُه حروفها وألفاظها من دلالات ومعانٍ. ولأنّه باللّغة يُمكِنُ للكاتبِ أن يُحاكي أحوال أمّته فيحفُرَ المعاني ويرسُم المعالمَ في قُرّائه. ولأنّ سِيَر النّاس تُطوَى في أدراجِ الزّمَنِ فتُنسَى كاّنها لم تكن! لكن سيرة الكاتب النّاجح لا تُنسى.، بل تُروَى على لسان ما خطّت أناملُه. أمّا الأنامِلُ فقد صارت إلى التّراب، لكنّ التّرابُ لا يتمكّن من المعاني التي نثرها من حَبِّ روحه  فنبتت لها أجنحة وحلّقت ترفرف في الآفاق تدقّ الصدور والعقول عبر الأزمان والأمصار. 
ولأنّ اللغة حياة والكاتبُ هو المُستأمنُ على الحفاظ عليها قويمة نقيّة راقية ومُفعمَةً بالمعنى والجمال.
لأجل كلّ هذا اجتمعت ثلّةٌ عاشقة للّغة العربيّة -لُغَةُ الإبانة والفصاحَةِ- بالترتيب من جمعيّة حُماة للغة العربيّة بالشراكة مع المرصد الأوروبيّ لتعليم اللّغة العربيّة في دورة تدريبيّة لإنجاح الكتابة الإبداعيّة . الدورة قدّمها رئيسُ المرصد الأستاذ البشير العبيديّ وهو كاتب ومؤلّف عربيّ من أصل تونسيّ له كتابات فصيحة منها المنشور مثل "خواطر الأنفاق وبشائر الآفاق" ومنها ماهو بصدد النّشر مثل "أريج الرّيحان". وقد انتظمت الدورة في مقرّ جمعيّة حُماة اللّغة العربيّة بتونس العاصمة، يوم الثامن عشر من نوفمبر من السنة الميلاديّة سبعة عشر بعد الألفين. أمّا الحضور فكان متنوّعا من شباب طلبة ومربّيين وأساتذة ومعلّمين. كما سجّلت ليبيا الشقيقة حضورها.
في الدورة كان إبانة لخصائص وميزات اللّغة العربيّة كونها اللّغة الأمّ للشّعب التونسيّ وكونها اللّغة الأثرى لفظيّا في العالم. ثراءً يمكّنها من حسن نقل صورة الواقع فمعالجته. كما أنّ العربيّة هي الرّابعة انتشارا في العالم مُزاحِمة بشدّة نظيرتها الأنقليزية على المرتبة الثالثة. عرض المُدرّبُ على المتدرّبين نماذج من نصوص الأدب العالمي لاستخراج مفاتيح إنجاج فعل الكتابة. كما تضمّنت الدورة ورشة كتابة أنتج فيها المتدرّبون نصوصا نُوقشت جماعيّا. 
يجدر التّذكير أنّ فعل الكتابة مهمّ لزرع الوعي في النّاس فالارتقاء بالأوطان. وأنّ الإعتناء باللّغة الأمّ تزيد المرء اعتزازا بوطنه وربط وثاقه بأرضه وقيمه.

....
تونس
في 18-11-2017 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...