الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

كيف أنجو من الخوف من الخذلان ؟


أتعلمين صديقتي أيّ خذلان يمنعنا من الانطلاق من جديد؟
هو خذلان قلوبنا وكلّ ما يعمُر دوحة أرواحنا من إيمان وأفكار تسطر خلجاتنا في هذا الكون على المنهج الذي ابتغينا "لله، بالله، في الله".
صديقتي..
عندما نعطي بكلّ ما أوتينا من صدق ونقاء تتّسع أرواحنا فتغدو حقولا نسعى فيها دون وجل نجتاز الحواجز والمطبّات على نور معرفتنا أنّ السقوط ليس لمن علّقوا أحلامهم بالسّماء.
صديقتي..
عندما تمطر أرواحنا عطاء خالصا مخلصا يخضرّ ما حولنا فنأكل من ثَمِره صبرا ويقينا يحمينا خواء الخوف الذي يُحيّره سوء الظنّ. وهل يسيء الظنّ من فاض قلبه محبّة وإيمانا؟!
صديقتي..
ترياق الوُدّ لا بُدّ له أن يهزم علقم الخذلان. هذي معادلة يحلّها الصادقون في عطائهم الذين يعطون لأنّ أفئدتهم تملي عليهم ذلك. هم لا ينذرون عطاءاتهم مقابل انتظارات تبقى صغيرة مهما كبرت! لأنّ الجنّة التي تزرع في أرواحهم أكبرُ.
صديقتي..
تثقل الرحلة حتّى نُدرك صُبُرَ الفهم. نفهم أنّ الوجل يتعارض مع سنّة الكدح وأنّ كدحنا لا يجب أن تُوقِفه جراحات؛ فلنضمّدها بحسن الظنّ  وعزمنا على تعمير أرواحنا بالأجمل. ولنتعهّد دوما في كدحنا إخلاص قلوبنا وصدقها. ليكن الصدق نبراسا مهما اشتدّ الدجى في الطّريق. بالصّدق نفوز دوما، ولن نُخذَل أبدا!
..
شكرا لصديقتي التي جاء سؤالها فرصة لمناجاة المعنى والوقوف على أعتابه الرحبة.



..
الطريق من تونس إلى برج السدرية، في 17 ربيع الأوّل 1439، الساعة 09.30

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...