الأحد، 12 نوفمبر 2017

من رسائل صادق وصفيّة

كتبَ صادق لصفيّة:

ما أريده صفيّة أن أرتشف كوب شاي دافئ على مهل دون أن أشعر بأنّ اللحظات تُسرق منّي، دون أن أشعر أنّي في عجلة من أمري وأنّ عليَّ أن أركض، لا أعلم في أيّ اتّجاه ولا أعلم لِمَ! فقط عليّ أن أركض، أركض وكفى. مللتُ الرّكض. رأسي به صُداعٌ من كثرة الرّكض. ستقولين صفيّة وما العلاقةُ بين الصًّداع والركض؟! علاقةٌ وثيقةٌ بينهما صفيّة ! فالأشياء تركض في رأسي وأنا أركض نحوها، ولا هي تصِلُ ولا أنا أدركها!
صفيّة! أريدُ أن أتذوّق حلاوة الطّريق، لا أريد للتفكير في الأشياء أن يفسد لحظاتي.
ما يجب عليّ فعله -صفيّة- هو أن أستوعب هذه اللحظة التي تغمرني فتحملني. لا يجب أن تحملني كما تحمل الموجة جسما خفيفا طافحا ترمي به إلى أقرب شاطئ فلا يعرف غمار الرحلة وأسرار الأعماق. ما يجبُ عليَّ فعلُهُ هو أن أفهم في أيّ نُقطة من هذا المحيط الممتدّ اللّامتناهي أسبح، وفي أيّ الاتّجاهات يتحرّكُ مركبي.
وعندما أستوعِبُ لحظتي أسبحُ بحريّة رغم الكَبَدَ والارهاق، فلا أرضى بغير اللّالئ التي طالما اشتقتُ لها. ولو كان ثمنُها أنفاسي! وما قيمةُ الأنفاس إن لم تُبذَل في سبيل نفيس المعاني ومعاليها؟!

....
تونس، دار الكتب الوطنيّة
28-10-2017
س 15.40

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...