السبت، 30 نوفمبر 2013

ذكرى الهجرة (1434)



تأتي ذكرى الهجرة -ككل عام - لترسل نوراً من المعاني ، فيا سعد من إغترفت روحه منه و انفتح عقله لينفض الغبار عن كثير من الأفكار و يبعث فيها روح المعنى !

المشكلة ليست أي تقويم نعتمد، المشكلة أعمق ! 

ما أحوجنا اليوم أن نستلهم من ذلك التاريخ -تاريخ الهجرة - الدروس، لا نقف على اعتاب الماضي متباكين على أمجادنا الضائعة، نرفع صدورنا فخراً بمن لا نكلف أنفسنا مسؤلية الحفاظ على عهده !

هل بحثنا اليوم على "دار أرقم" نأوي إليها خافضي الجناح، متعطشين، تمتلئ أرواحنا شوقاً لمصافحة النبع الزلال -"الوحي المجيد". و فهم تلك الأخلاق الراقية التي كان النبي صلى الله يربي عليها أصحابه حتى يكونوا تلك الصفوة التي تحمل الدعوة و تتجشم المصاعب في سبيل نشرها.

و هل نظرنا في غار يحوينا، فيه نشد أزر بعضنا البعض ونتعلم معاني الحب و الوفاء و التأزر.. التي منها يخاط نسيجٌ يحمينا شر الأعادي الغاصبين.

و هل لنا بهجرة تعلمنا الإنفتاح على ذلك الأخر المختلف عنا و بناء مجتمع يكون قوياً بتنوعه و تفاعل مكوناته وتربيتهم على احترام بعضهم البعض بإعتماد عقد يضمن حقوق و واجبات جميع الأفراد، ولنا في دستور المدينة اسوة. ذلك العقد الإجتماعي السياسي الذي سعى لنشر التسامح و العفو وعدم التسرع في تأثيم الأخرين و العجلة فقط بإقامة الحدود عليهم. عقد رسخ مبادئ العدل و الكرامة بين المسلمين و من يحملون ديانات أخرى. عقد كان ضماناً للحريات في مدينة لا يفزعها التنوع.

هذه الأية انما تزخم بالمعاني لمن شاء أن يتفكر و يتدبر حتى تتسع روحه وينمو عقله كلما اغترف من المعاني وحدق في لبابة الأمور...

كل عام ونحن أوسع فهماً و أكثر تدبراً ... كل عام ونحن احرص على الباس الأمور معانيها !

خولة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...