الإنتخاب معناه الإختيار و الإختيار هو أن تنتقي بكامل حريّتك ما يتماشى مع حاجاتك و ترى في شخص أو مجموعة من الأشخاص أو منظومة معيّنة شيئا يُناسبُ تطلّعاتك و ينسجم مع الواقع الّذي تحلُم به و تسعى لإنشائه.. الإنتخابُ هو إذن أن تُمارسَ حريّتك. و تُدافع عن مبادئ تُؤمن بها. و أن تضع ثقتك في من كلّفتهم للإضطلاع بدور ما لأنّ ذلك هو قانون العيش في جماعة. فالجماعة جملة من الأفراد كلّ يقوم بدوره من المكان الّذي إحتلّه. و الثّقة تقتضي منك الصّبر و التبصّر و عدم التسرّع و الإستعجال في إتّخاذ المواقف و إطلاق الأحكام.
الإنتخابُ هو ذلك المعنى المُفعمُ بالنّشوة و الحريّة الّذي لم نتذوّقه -كـتونسيين- إلّا قبل عامين من اليوم. كان يوم الإنتخاب عرسًا لمن ظلّ صوته عقودا من الزّمن حبيسًا لا يعلم أفقًا يُمارس فيه إنسانيّته. مضى عامان عن العرس و يستكثرون علينا أن نهنئ يا وطني ! مرّة قالوا هم شرذمة من الظلاميّين الأميّين ليس لهم ذوق في الإختيار، أعذروهم أساؤوا الإختيار فليس بهم تعقّل بل أخذتهم العاطفة فأشفقوا على مساكين الأمس... و تارةً أخرى كشياطين من كلّ مدخل يطلّون علينا فنسمع القول مساءً صباحًا: "ويحكم ما الّذي تغيّر ؟ " ... ينكثون الجراح الدّفينة كالألغام يفجّرونها في كلّ يومٍ. و هل من مجرم سفّاح أثيم غيرُ الّذي زرع هذه الألغام ! فمالكم تُطنبون في الشّرح حتّى تُقنعوننا أنّ كلّ المصائب أتت مع من حضر للتوِّ، هم وجه سوء تعيدون و تكرّرون فإطّيروا بهم، هم شؤم عليكم يا قومُ ! .. و يوما آخرا جاؤوا، يصيحون في كلّ مصدح أن أفيقوا، كفاكم ما صبرتم.. حلّ وقتُ رحيل ما إخترتم، و ها هم قد فشلوا فأنتم قوم فاشلون لا يليق بكم أن تختاروا، أتينا لننقذكم، وحدنا من نفهم شأنكم و نعلم المخرج.. أجاب بعض القوم تعبنا منكم و منهم و استقلنا، لن نختاركم و لن نختارهم يكفينا ألّا نجوع و لا نعرى.. و آخرون من قومي علموا أنّ هؤلاء الجمع كالدّود ينخرون جسد الوطن فكيف له أن يُعافى حتّى و إن بترنا الورم ؟ لا، الجسد لن يتعافى بهكذا سرعة، تُرانَا تعجّلنا و ظنّنا أنّنا شُفينا بإستنشاقة أوّل نفس للحريّة. نعم قد نكون هدمنا صنم الخوف لكنّنا لا لم نبني حريّتنا إلى اليوم، نحن إلى اليوم نتخبّط في أهوائنا، كلّ يجذب إليه و يرى الوطن بعين الشّهوة..
هل سنقبل اليوم من يستغفلنا و بُوهمنا أنّنا لسنا كفؤا لهذه الهِبة الربّانيّة "الثّورة" ؟ هل ستنطلي علينا حيلة القوم المتنكّرين العائدين من الشبابيك ؟ هل نُصدّق يوما من كذب علينا دائما و باع نفسه لمن سرق الوطن دهرا ؟ هل نمدّ أيدينا لأيدٍ لُطّخت بدماء الشّرفاء من بني الوطن ؟
الإنتخابُ هو ذلك المعنى المُفعمُ بالنّشوة و الحريّة الّذي لم نتذوّقه -كـتونسيين- إلّا قبل عامين من اليوم. كان يوم الإنتخاب عرسًا لمن ظلّ صوته عقودا من الزّمن حبيسًا لا يعلم أفقًا يُمارس فيه إنسانيّته. مضى عامان عن العرس و يستكثرون علينا أن نهنئ يا وطني ! مرّة قالوا هم شرذمة من الظلاميّين الأميّين ليس لهم ذوق في الإختيار، أعذروهم أساؤوا الإختيار فليس بهم تعقّل بل أخذتهم العاطفة فأشفقوا على مساكين الأمس... و تارةً أخرى كشياطين من كلّ مدخل يطلّون علينا فنسمع القول مساءً صباحًا: "ويحكم ما الّذي تغيّر ؟ " ... ينكثون الجراح الدّفينة كالألغام يفجّرونها في كلّ يومٍ. و هل من مجرم سفّاح أثيم غيرُ الّذي زرع هذه الألغام ! فمالكم تُطنبون في الشّرح حتّى تُقنعوننا أنّ كلّ المصائب أتت مع من حضر للتوِّ، هم وجه سوء تعيدون و تكرّرون فإطّيروا بهم، هم شؤم عليكم يا قومُ ! .. و يوما آخرا جاؤوا، يصيحون في كلّ مصدح أن أفيقوا، كفاكم ما صبرتم.. حلّ وقتُ رحيل ما إخترتم، و ها هم قد فشلوا فأنتم قوم فاشلون لا يليق بكم أن تختاروا، أتينا لننقذكم، وحدنا من نفهم شأنكم و نعلم المخرج.. أجاب بعض القوم تعبنا منكم و منهم و استقلنا، لن نختاركم و لن نختارهم يكفينا ألّا نجوع و لا نعرى.. و آخرون من قومي علموا أنّ هؤلاء الجمع كالدّود ينخرون جسد الوطن فكيف له أن يُعافى حتّى و إن بترنا الورم ؟ لا، الجسد لن يتعافى بهكذا سرعة، تُرانَا تعجّلنا و ظنّنا أنّنا شُفينا بإستنشاقة أوّل نفس للحريّة. نعم قد نكون هدمنا صنم الخوف لكنّنا لا لم نبني حريّتنا إلى اليوم، نحن إلى اليوم نتخبّط في أهوائنا، كلّ يجذب إليه و يرى الوطن بعين الشّهوة..
هل سنقبل اليوم من يستغفلنا و بُوهمنا أنّنا لسنا كفؤا لهذه الهِبة الربّانيّة "الثّورة" ؟ هل ستنطلي علينا حيلة القوم المتنكّرين العائدين من الشبابيك ؟ هل نُصدّق يوما من كذب علينا دائما و باع نفسه لمن سرق الوطن دهرا ؟ هل نمدّ أيدينا لأيدٍ لُطّخت بدماء الشّرفاء من بني الوطن ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مُروركم يُسعدني.. :)