السبت، 30 نوفمبر 2013

"وَ لَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا"



مَا أحوجنا إلى عقلٍ بِــوِسْعِ السّمـاء و ارتِقائِها حتّى نحيا بِـخيرٍ على هذه الأرض الطيّبهْ..
مَا أحوجنا إلى من يَحْكِينَا "أنا" و "أنت" بضمير جمع "نحن" فـيحمل همّنا و يحلم بإصلاح حالنا.. ما أحوجني إلى من يحويني و أحتويه ؛ أبدًا لا يَنْظُرُني كفريقٍ منبُوذٍ و لا أرَهُ كـفِرْقَةٍ مُتطرّفهْ ! بل نَرانَا جَمعًا شَمْلًا مُلتحِمًا مُتَّحِدًا صفًّا مَرصُوصًا و بُنْيَانًا مُتماسِكا، يَدًا بِـيدٍ نُشيّدُ إنسانيّتنا و قلبًا يحنو على قلبٍ و عقلاً يَسَعُ عقْلا و يحترم مبادئه...
ما أحوجني إلى نصيحتك فإنّما "الدين النصيحة" كما قال إمامنا صلّى الله عليه و سلّم.. ما أحوجني إلى كلماتك الطيّبة تُقوِّمُنِي و لا تَقْصِمُنِي "وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" (1).. ما أحوجني إلى خِطاباتِك النّاقدة لِـنهْجِيَ فأنا لستُ فوق النّقد و لا أدّعي كمالًا ؛ لكن هلَّا اتّسَع صدرُك و بالصّبرِ انشرحْ ! هَلّا صَبرت على أخٍ لك علّهُ رأى القضيّة من زاوية لزاويتك مُغايرة.. أ لم يقُل موسى لعبدٍ لله صالحٍ "لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا" (2) ثمّ زَاده " لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا" (3) لِـيعلم خِتاما حِكمَ القصص و سلامة نهج صاحبه.. أخي لماذا تسارع بوضع سبّابتك على الزّناد قبل أن تتحقّق أ هُو عدوٌّ أم وليٌّ حميم ؟! أخي هذه النّار ستنهشُك و تنهشني فأنا أنت و أنت أنا.. هذه الشّجرة تُظلّلُنا سويًّا فَـلِمَ قَطعتَهَا !! لِمَ تتعجّلُ و سنّةُ الله أنّ الفسيلة ليس في يوم تُصبح ثمرةً تُشبِعُك !
أخي هَــاتِ يديك نقهر الصّغائر و نتجاوزُ الفُروقات و نُذيبُ ضُغُونَ نفوسنا الضّعيفة على دِفْء الأخوّة و المحبّة.. أخي هَــاتِ يُمنَـاك صافحني و لـنمضي سوّيا فلا بقيّة لقومٍ تنازعُوا "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (4)

(1) القرآن الكريم - سورة آل عمران - من الآية 159
(2) القرآن الكريم - سورة الكهف - من الآية 71
(3) القرآن الكريم - سورة الكهف - من الآية 74
(4) القرآن الكريم - سورة الأنفال - من الآية 46

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...