الجمعة، 20 ديسمبر 2013

الحُــبّ ..





هو ليس مكانا و لا زمانا نبلغُ إليه و يمكن إدراكه.. إنّما الحبُّ ذلك الحَيّ الذي يولدُ بين جنباتِ الرّوح و ينمو فينا و ينضج و إن توقّف عن التوقّدِ و النمّو يوما فليس هُو هُوَ !
هو ذلك الشّعور اللّطيف الذي يطير بالرّوح في سماء الطّهر أين نسمو عن كلّ خبيث فينا و نكبر عن تلك الصّغائر. هو الطمأنينة التي يقذف بها الله في أفئدة الطيّبين فيزيدهم يقينا و قربا إليه إذا أذاقهم حلاوة يرونا فيها جماله السّاطع. هو إنسانيّتنا و مكسبٌ به نفخر!
و إنّك لَـتَسْعَدُ إذ فتحت قلبك لحُبّ هذا الكون أجمعَ ؛ طبيعةٌ بديعة، حيوانات جميلة، أناس طيّبون يحيطون بك، زملائك، أقربائك، جيرانك... و قرين يُشاركك الحياة بكلّ تفاصيلها. حُبُّك لهذا الشريك سيجعل الحياة أطيب و أرغد. سيجعلك قادرًا على الانطلاق أكثر و العطاء أسخى. ببساطة لأنّ الحبّ هو شيء إذا تقاسمناه مع أحدهم يكبر و يشعُّ على كلّ ما حولنا. الحبّ بينكما هو قربان طاعة لله فإن لم يزدك حبّك أو حبّها قربا لله فراجع ما بينكما علّك تصلح طرقا أو أساليبا سلكتها غير مُنتبه. و علاماته بينكما أن تؤمنا برسالتكما فتتعاضدان و تتّحدان لتحقيق وفاقكما و المُضيّ قُدُما في طريق مصلحتكما ؛ فلا مصلحة لك تتعارض مع أولويّاتها و رؤاها و كذلك هي لا تفكّر في مُستقبلها بمعزلٍ عنك، بل تُفكّر في تألّقكما معًا و نجاح تكون فيه أنتَ الصّاحبُ و المُرافق. و الحُبُّ بينكما صبر و مُصابرة ؛ أي أن تصبر على أذاها و تُحاول هي تعديل بعض من تصرّفاتها و عادتها ليس إنحلالا لشخصِها فيك، إنّما محبّةً و تودّدا إليك و مُراعاة لك و حِرصا لتجنّب حتّى تلك الأشياء الصّغيرة التّي تُقلقك. كذلك الحبّ هو أن تصبر هي على ظروفك ليس من باب التّضحية و جهدٍ جهيد تقول أنّها تبذله، بل إيمانا منها أنّ ظروفك هي ظروفها لأنّها أيقنت أنّك ذلك الشّطر الّذي وهبك الله حتّى يُكمّلها و يسدّ ضعفها و يرقى بها.
و هو الشّوق المتّقد بينكما و البسمة التّي ترتسم على مُحيّى كليكما و هو يستذكر مواقف جميلة جمعتكما. هو الحلم الذي يجمعكما و تؤمنان به إيمانا لا يشوبه قلق لأنّكما إذا أصبحتا معا فذلك المنالُ و النّعمة. هو غضب و حزن و مشاكل تجمعكما و مع كلّ شدّة يولد الأمل و اليُسر و الإصرار على مُواصلة الدرب سويّا. و من أمارات الحُبِّ أيضا الفرح عند اللُّقْيَا و الاستمتاعُ بالإنصاتِ إلى المحبوب و الدّعاء له في ظهر الغيب و التّمنّي بأن يكون أحسن الخلق و أرفعهم و أقربهم إلى الله.
الحبّ نعمة من الله فلتكن سبيلنا لطاعته و ليكنِ الحُبّ شاهدا لنا يومئذٍ لا علينا. الحبُّ تَمَسَّكْ ِبِه فـبِه تطيبُ الدّنيا و تحلو الآخرة. ربّ ارزقنا حُبّك و حُبّ نبيّك -صلواتك و تسليماتك عليه- و حبّ من يُحبّك و حبّ من يُقرّبنا إليك. اللّهم اكتبنا بـحبّنا لك مع عبادك الصّالحين المخلصين. ربّ اجعل الحبّ الصّادق الطّاهر النّقيّ شفيعنا يومئذٍ.. يا الله !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...