هذه الخاطرة ليست تفسيرًا فأنا لا أدّعي
علمًا و لا أملك الوسائل لألج بحار هذا العِلم. إنّما هي خاطرة من بـاب "إقرأ
القرآن وكأنه عليك أنزل" -كما جـاء في وصيّة أب محمّد إقبـال لإبنه. هذه الوصيّة
الغالية الّتي جعلته يقرأ القرآن كما لم يقرأه أبدًا
!
أن تقرأ القرآن كأنّه أُنزِلَ عليك أنت
الآن يعني أنّك تعيش في أفيـاء كلّ كـلـمـة، الكلمة الّتي تُـلامـس فُـؤادك و تُـثـير
شجونك و تتفتّحُ بها روحك، روحك الّتي تحتضنها
الكلمات و تدثّرها و تمسح عنها الضّيقَ و الحَـزَنَ.
هـا هو الله يذكّرنا أنّه ، وحده عزّ
و جلّ - في تلك اللّحظات العصيّة الّتي نظنّ فيها أنْ لا مخرج و أنّ الدُجَـى بلغ مُنتهاه
فنغرق في بئر أحزانٍ بـلاَ قرارٍ ! - وحده سبحانه و تعالى يَرفعنَا من ظلمة الغسقِ
بـلُطفِه فينبلج صُبحٌ به يُشرَحُ الصّدر و تتبدّد المخاوف و الأحزان. إنّه آذان قُدرة
العزيز يصدحُ في النّفسِ فيُزلزل الأهوال و يدكّها دكًّـا ! فتنهض الرّوح المقصومة
المُنقِضُ ظهرها المشـاكل و الخُـطوبُ.
و الله من يُعلّي شأنك و يفتحُ لك أبواب
القلوبِ فتُرفعُ درجاتك و أنت الضّعيف الّذي ظننت أنّك إنتهيت و أنّك هَـبَـاءٌ في
هذا الكون الفسيح. آه مـا أكرمه إله ! مـا أحنّه من وليّ ! نِـعْـمَ المَـولـى و النّصيرُ
أنت يــا ربّ !
ثمّ يأتي التأكيد بحرف التوكيد
"إنّ" و التّكرار، تكرار المُعرّف "العسر" مُقابل تكرار النّكرة
"يسر". و القاعدة العربيّة تقول هنا أنّه إذا تكرّر المعرّف فهو ذاته، أمّا
إذا تكرّر الإسم النّكرة فهو غيرُ الّذي ذُكِر أوّلًا. و هنـا إشارة لنا أنّه ما أصابنا
من ضيق إلّا و تعقُبه بحبوحة الفرج. لا ظلام من غيرِ نورٍ يلوح في الأفق، قد لا نراه
بدايةً لكنّنا سنبصره يومًا، سننتصر لـضعفٍ حينما تُنصـت الرّوح للوعدِ الحقّ و تفهم
أنّ العسْر يأتي بمعيّة اليُسر. الضّيق يأتي لـيُعرّفَ لك السّعة و يُعلّمك كيف تحيا.
و حتّى
تفهم هذا و تمتلئ روحك به و تصبر و تثبت في طريق الشّوك جازمًا أنّه مُنتهٍ بنصرٍ،
بنجاح، بفرح....يُلملم الجراحات، يجب أن تتدرّب الوقوف على باب الكريم دونما ضجرٍ و
لا فتور. متى فرغت من شغل يومك و رواحك و سعيك، عُـدْ إليه فمنه القوّة نستمدّ و منه
القوت الّذي به نواصل الرّحلة. ارغب إليه و فيه، هو المَـلْـجأ و الصّاحبُ في السّـفـر.
إذا استشعرنا قُربه هَـان كلّ أمر جَـلَـلٍ
"
Des fois tu lis le Coran ce n'est qu'une histoire, des fois tu lis le Coran et c'est ton Histoire. Tu comprendras le Coran quand ton coeur sera marié à ton intelligence."
Tariq Ramadan
Tariq Ramadan
في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه و سلّم قال: "إنّ هذا القرآن مأدبة الله فأقبلوا مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله و النّور المبين و الشّفاء النّافع، عصمة لمن تمسّك به، و نجاة لمن اتّبعه، لا يزيغ فيُستعتب، و لا يُعوّج فيُقوّم، و لا تنقضي عجائبه و لا يخلق من كثرة الردّ، اتلوه فإنّ الله يأجركم على تلاوته كلّ حرف عشرة حسنات، أمّا إنّي لا أقول لكم "آلم" حرف، و لكن ألف حرف و لام و ميم" رواه الحاكم
و في وصيّة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لأبي ذرّ "عليك بتلاوة القرآن فإنّه نور لك في الأرض و ذخر لك في السّماء" رواه ابن حيّان في حديث طويل
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه: "الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة، و الّذي يقرأ القرآن و هو عليه شاقّ له أجران" رواه البخاري و مسلم
و في وصيّة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لأبي ذرّ "عليك بتلاوة القرآن فإنّه نور لك في الأرض و ذخر لك في السّماء" رواه ابن حيّان في حديث طويل
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه: "الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة، و الّذي يقرأ القرآن و هو عليه شاقّ له أجران" رواه البخاري و مسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مُروركم يُسعدني.. :)