الاثنين، 30 ديسمبر 2013

¤ يا لهنآك يا "مُخلِصًا" ! ¤


هل فكّرت يومًا لماذا أهديت صديقك وردة ؟ هل ظلت واقفا ببابه تنظُرُ ثناءًا لتسعد ؟ أم أنّ قبس الفرح الّامعِ في عينيه كفاك ؟!
هل انتظرت يوما ثمنًا لمحبّتك ؟ هل شحذت ثمن سؤالك عن حبيب ؟ هل كنت شحيحا بدعوى الكبرياء و "الكرامة" ؟
هل سألت نفسك لماذا تتودّد لِـ جارك/ قريبك/ زميلك... ؟ هل ألقيت السؤال: لماذا أطيع والديّ و هل تُراني أحسِن إلى عائلتي ؟
هل وقفت يوما هُنيهة سائلا نفسك: لماذا أقوم بهذا العمل ؟ ماذا أبغي من وراءه ؟
هل تساءلت عن أوقاتٍ تُمضيها و لا تدري كيف مضت !
هل أحصيت كلماتك المهدورة على ضفاف الغرور و المراءاة ؟ هل عبت صمتك الّذي لم يعد لا ذهبًا و لا فضّة لحظة كِبرك، لحظة تستّرك على عبارات الحقّ و الحبّ !
عديدة هي الأسئلة التّي تحاصرنا ذات حين .. حينٌ نلفظ فيه الحياة و تُسدُّ كلّ الدروب .. حين من الدّهر تذوي فيها المعاني فيغدو الكون قاتما.. ما أقساها أوقاتًا !
كلّ سؤال، كلّ حيرة تأسِرنا مكمن الخلاص منها هُنا : في "الإخلاص" !
كم استحضرنا هذه القيمة من مرّة و نحن نهمّ بأمر ما عظُمُ أم هان ؟
هل احتسبنا كلّ أعمالنا -صغيرة و كبيرة- لله عزّ و جلّ؛ هل أردنا رضاه و التقرّب إليه بهذا العمل و ذاك ؟
هل جدّدنا النّية -كلّما طلعت علينا شمس يومٍ جديد- أن نحيا لله و نموت في سبيله ؟
كم من الوقت استغرقنا في تأمّل آياته ؟ كم حضرنا من غروب أو شروق ؟ كم مرّة سمعنا زقزقة العصافير فأنصتنا إلى تسبيحها ؟ كم استمعنا للحن نبغي رؤية الجمال فيه، جمالَ الخالق المصوّرُ المُبدع ! كم من كتاب طالعناه في سبيل الرُقيّ بالرّوح و حفظها، هديّة الخالق المنّان !
لَعمري إن أخلصنا النّية لله وحده، فنُدخل البهجة إلى قلبٍ و نرسُم البسمة على ثغرٍ لا ننتظر إلّا جزاءه و لا نريد إلّا رضاه و ارتقاء مقامنا عنده. سـتَنْشَرِحُ صدورنا و يصغر في نَوَظِرِنَا كلّ جزاء دون جزائه الجزيل.
أرضِهِ حتمًا يُرضِك ! تقرّب إليه دوما ستجدُهُ حولك في كلّ أحوالك. إن أنت أردت وجهه و اكتفيت به سيكفيك، لن يتركك تشعر بحاجة أو فقر، لن تضيق بك الدّنيا، ستُطلق العنان لأحلامك فأنت الطّامع في عطائه، الفارّ إليه، الرّاغب فيه، الواثق به، الموصول قلبك به... أنت لا، أبدا، لن تيأس سترى الكون فسيحًا، إن لم يسَعْكَ طريقٌ اتّسعت لك طرُقٌ كثيرة أخرى. و ها أنتَ ساعٍ بين الدّروب متسلّحًا بالرّجاء فيه.
قد نسهو و نغفل و ننسى و .. و تأخذنا غمرة الحياة الدّنيا. لكنّنا أبدا لا نضلّ الطريق إليه، نرجعُ إليه و لو بعد حين نحتمي بحماه و نرتاح على أعتاب رحمته.
يا ربّ نسألك "الإخلاص" في كلّ أمرنا !
الإخلاص عطرُ الأعمال الّذي به تنعش الرّوح و تلفِظُ الكدر ..
الإخلاص يُنبوع يسقي المشاعر النّبيلة فينا لِـتورِدَ السّعادة في أنفسنا ..
الإخلاص تحت أفيائه يكبُرُ حُبّنا و شغفنا و طموحنا ..
الإخلاص.. به تحلو الحياة الدّنيا و تُفتح أبواب الجنان الأخرى . فيا لهنآك يا "مُخلِصًا" !

و يكفيك فوزًا ما أتى في قول ربّ العزّة لرسوله الكريم صلّى الله عليه و سلّم : “الإخلاص سِرٌ من سري, استودعته قلبَ من أحببته من عبادي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مُروركم يُسعدني.. :)

دليلُ محبّتكم الفعّالة لطفلكم في عامه الأوّل

لأنّكم رفاق العُمر قبل بدايته، لأنّكم الأرض الأولى التي يزرع فيها الطفل خطواته، لأنّكم من ترمون حجر الأساس في بناءِ الرحلةِ الذي ترجون ك...